تواجه الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، بعد مرور شهر على حربها على قطاع غزة، 4 عقبات كبرى، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وقال التقرير، إن المعارك الدامية المُستمرة بوتيرة أعنف حاليًا في قطاع غزة، مختلفة تمامًا عن النزاعات السابقة على امتداد تاريخ طويل من الحرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على الأقل بالنسبة إلى حكومة نتنياهو.

وأشار التقرير إلى أن تل أبيب تجهل حتى الآن كيفية انتشال السكان الغارقين في الفقر والجوع بشكل عاجل، وكيفية إنقاذ العدد المهول من الرهائن والأسرى، الذين وقعوا في قبضة حركة حماس الفلسطينية.

وطرحت الصحيفة سؤالًا مفاده: "أي مآل للحرب وكم يبلغ ثمن المعركة، التي دخلتها إسرائيل، والتي دخلت أسبوعها الخامس منذ انطلاقها في الـ7 من شهر أكتوبر الماضي؟"، بعد هجوم "طوفان الأقصى"، الذي نفذته حماس.

وبين التقرير أنه "في اليوم الـ28 من الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، بدأ الجيش الإسرائيلي توغلًا أعمق في قطاع غزة، بالتزامن مع  ضربات واسعة النطاق تستهدف البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية.

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن الأمر بالنسبة للسلطات الإسرائيلية تجاوز الرد على هجمات حماس، ووصل إلى "تدمير حماس نهائيًا"، بحسب ما أكده نتنياهو أخيرًا.

وأكد التقرير أن محاولة سيطرة إسرائيل على الوضع في غزة ستصطدم لا محالة بـ4 عقبات رئيسة:

الأولى تتعلق بتشابك البنية التحتية العسكرية لحماس مع النسيج الحضري في غزة، التي تُعَد أيضًا واحدة من أكثر المناطق اكتظاظا والأشد كثافة سكنية، وهو ما يضع تل أبيب في الاتهام بارتكاب جرائم حرب، إذا ما مضى الجيش الإسرائيلي في ضرباته.

وأضافت الصحيفة أن القصف المزدوج لمخيم جباليا للاجئين، الذي نفذه الجيش الإسرائيلي، هو أوضح دليل على ذلك ولا سيما أنه أسفر عن قتل آلاف الأشخاص، وهو عدد أكبر من إجمالي الحروب الإسرائيلية الأربع الأولى في غزة.

ونوه تقرير الصحيفة إلى أن العقبة الثانية تتعلق بظروف بقاء الفلسطينيين على قيد الحياة في الأراضي الخاضعة للحصار منذ عام 2007.

في حين تتمثل العقبة الثالثة، التي تقف في وجه حكومة نتنياهو في تقدير ثمن الحرب وتحديد الخسائر.

ولفت التقرير إلى أن العقبة الرابعة تكمن في العدد المهول وغير المسبوق للرهائن والأسرى الإسرائيليين، الذين تحتجزهم حماس، إذ يوجد ما لا يقل عن 240 رهينة تم أسرهم في الـ7 من شهر أكتوبر الماضي، مرجحًا أن حماس تحتجز الرهائن في الأنفاق، التي تشكل الهدف الرئيس للقصف الإسرائيلي.

ويضاف إلى العقبات الثلاث، وفقًا للتقرير، التأثير العالمي لصور محنة المدنيين في غزة، أو حتى خطر اندلاع حرب إقليمية، جراء استمرار الهجوم الإسرائيلي، الذي أودى بحياة كثير من الفلسطينيين.

وأمام تلك العقبات يجد الجيش الإسرائيلي نفسه في الواقع على الأرض التي اختارتها حماس لخوض المعركة وهو ما يشكل ضربة أخرى لتل أبيب قد تجعل كلفة الحرب أكبر بكثير مما يعتقد نتنياهو، وفقًا لتقرير الصحيفة.