في الوقت الذي تنازل فيه قائد الانقلاب العسكري بكل ود وحب للمللكة العربية السعودية عن إحدى أهم جزيرتين في العالم من الناحية السياسية، وأحد أهم مقاصد السياحة واستخراج اللؤلؤ وحقول البترول والغاز، جزيرتي "تيران وصنافير" ، نجد حربا كلاميا ونزال سياسي بين دولتي كندا والدنمارك على جزيرة أصغر من مساحة استاد القاهرة الدولي ولا تمثل أي أهمية اقتصادية او سياسية.

في أقصى شمال الكرة الأرضية، في قناة القطب الشمالي بين كندا وغرينلاند، تقع جزيرة جدباء تزيد مساحتها قليلاً عن كيلومتر مربع. لا يوجد فيها شيء ذو أهمية سوى محطة أرصاد جوية. لا أحد يعيش هناك، ولا يوجد أي مصادر طبيعية تذكر، وهي تقع على مسافة شاسعة من الحياة المدنية التي نعرفها.

لكن نزاعاً على ملكية الجزيرة تدور رحاه بين بلدين منذ عشرات السنين هما كندا والدنمارك (المسئولة عن حماية غرينلاند). وهي بعيدة تماماً عن أي جزيرة تشبهها.

في جزيرة هانس، يشتعل الخلاف بين الحملات الكندية والدنماركية بشكل دوري حول من يملك الجزيرة. في عام 1984 رفعت القوات الكندية علماً فوق الجزيرة وإلى جانبه زجاجة ويسكي. بعد ذلك بأسبوع جاء الوزير الدنماركي المكلف بشؤون غرينلاند وأزال العلم، وترك مكانه زجاجة نبيذ وجملة تقول: "الدنمارك ترحب بكم".

يبدو الأمر مسلياً، بيد أن هذه الصورة تخفي وراءها نزاعاً سياسياً خطيراً للسيطرة على هذه الجزيرة، التي مازال التنافس على ملكيتها مستمرا حتى يومنا هذا.