أكدت الإعلامية المطرودة من فضائيات الانقلاب دينا عبد الرحمن أن الاستبعاد المتعمد من الساحة الإعلامية هو أمر حقيقي طال عدد غير قليل من الإعلاميين، مشددا على أن مصر حتى اللحظة لا تملك إعلاما حقيقيا بالمفهوم العلمي والمهني حتى يمكن مناقشة الأوضاع المريرة التي يمر بها.
وأضافت عبد الرحمن –فى حوار متلفز- أنه من الضروري أن تمتلك مصر فى الوقت الحالي إعلاما حقيقيا قبل أن نتحدث عن العاملين فى هذا المجال أو المقاطعين، وحول كونهم مؤيدين للسلطة الحاكمة أو معارضين لها، معتبرة أنه لا بد من الوقوف على تلك الحقيقة قبل مناقشة الحالة العامة وأسباب استبعاد عدد من الإعلاميين.
وسخرت الإعلامية المستبعدة من غضب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي من انتقادات أحد الإعلاميين حول تعامله المخيب مع مأساة غرق الإسكندرية، مطلقا عبارة "ميصحش كده" التى تحولت فيما بعد إلى هاشتاج ساخر انتشر بسرعة كبيرة بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضحت عبد الرحمن: "أعتقد اللى ميصحش كده هو غياب المعلومات، لأننا حتى اللحظة معندناش قانون ينظم عملية تداول المعلومات، ربما يكون هناك توجه لعرضه على مجلس النواب القادم كما يطمئنا البعض وهو ما نرجوه، قد يدفع العملية الإعلامية قليلا ومن ثم تتوافر مادة يمكن العمل من خلالها أو مناقشتها مع أطراف حوار".
وتابعت: "اللى ميصحش أنه يكون هناك ضيوف معروفين بالاسم واضحين تماما، صفة كل واحد منهم أنه سباب لعان بذيء وفاحش، ده اللي فعلا نقول عليه فعلا أنه ميصحش، وميصحش كمان إننا نتعرض لسمعة الناس، وميصحش إننا نعرض صور شخصية للناس".
وشددت الإعلامية الموقوفة عن العمل على أنه "ميصحش" بعد دستور تمت الموافقة عليه بنسب "مرتفعة" أنه يتم هدم واحد من أهم مزاياه وهو الحفاظ على الحرية الشخصية وصونها، ولكننا لم نحفظ مكالمات المواطنين الشخصية، مضيفة: "هو ده الانتهاك للقانون ولانتهاك للحريات وهو ده اللى ميصحش كده".
وأكدت عبد الرحمن أن الإعلام فى مصر ابتعد عن دوره الأساسي فى التعليم والتوضيح فى دولة ينتشر فيها الجهل والأمية، وترك مساحات واسعة للدجالين ومنتحلي صفة الإعلاميين حتى يشوهوا عقول الناس أكثر مما هى عليه للأسف الشديد، كما لم يتركوا لنا فرصة تقديم ترفيه يليق بالمصريين.
واختتمت دينا عبد الرحمن أنها لا تحاول أن تسود الصورة، ولكن الواقع مؤلم وسيئ للغاية، كما أن هناك تجارب كان يتم العمل عليها منذ سنوات عديدة انهارت وهناك محاولات حثيثة لمزيد من الانهيار لها، والإعلاميون القابضون على الجمر الآن فى مواجهة القمع لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة.

