شهد طريق المحاجر بمنطقة الصف بمحافظة الجيزة، حادثًا مروريًا مروعًا أسفر عن مصرع عشرة عمال وإصابة اثني عشر آخرين بإصابات متفاوتة، إثر تصادم مروع بين سيارة نقل وأخرى ربع نقل كانت تقل مجموعة من العمال في طريقهم إلى أحد مصانع الطوب بالمنطقة الصناعية.

وكشفت المعاينة الأولية التي أجرتها الأجهزة الأمنية أن سيارة ربع نقل كانت تقل عمال مصانع الطوب بناحية مخر الديسمي اصطدمت بسيارة نقل محملة بكمية من الطوب كانت تسير في الاتجاه المعاكس، ما أدى إلى تهشم السيارتين بالكامل ووقوع عدد كبير من الإصابات والوفيات في موقع الحادث. وأكدت مصادر أمنية أن من بين المصابين حالات حرجة لا تزال تتلقى العلاج في العناية المركزة.

ويُعد هذا الحادث من أكثر حوادث الطرق مأساوية التي شهدتها محافظة الجيزة خلال الفترة الأخيرة، ليس فقط لعدد الضحايا الكبير، بل لكون معظمهم من العمال البسطاء الذين كانوا في طريقهم إلى كسب رزقهم اليومي. وقد عبّر أهالي المنطقة عن حزنهم الشديد، مطالبين بتكثيف الدوريات المرورية على الطرق الجانبية، ووضع ضوابط صارمة لقيادة سيارات النقل التي تتسبب في الغالب في كوارث مماثلة.

وأكد عدد من الأهالي والعاملين في مصانع الطوب أن طريق المحاجر بالصف يشهد بشكل متكرر حوادث مشابهة، نتيجة سوء حال الطريق وضيق مساحته وكثرة المنحنيات الحادة عليه، فضلًا عن سير سيارات النقل الثقيل بسرعات مرتفعة دون رادع.

وفي المقابل، تثير هذه الحوادث تساؤلات متجددة حول أولويات الدولة في مجال تطوير البنية التحتية، إذ يرى مراقبون أن ما يُنفق على المشروعات الكبرى لا يقابله اهتمام كافٍ بصيانة وتأمين الطرق الداخلية التي يستخدمها الملايين من العمال والمواطنين يوميًا.

يأتي ذلك في وقت تؤكد فيه الحكومة أن مصر تمتلك اليوم شبكة طرق «تُضاهي العالمية»، بعد إنفاق مليارات الجنيهات خلال السنوات الماضية على مشروعات الطرق والكباري، ضمن خطة «التنمية الشاملة». غير أن حوادث السير المتكررة، وارتفاع أعداد الضحايا، يطرحان علامات استفهام حول مدى سلامة تلك الطرق وإجراءات الأمان المطبقة عليها.