صار من الواضح لكل متابع للأحداث التي تعيشها مصر ذلك الإستهداف الممنهج للنساء والفتيات من قبل سلطات الانقلاب الغاشمة وتصاعد وتيرة ذلك بشكل مرعب وغريب على كل قيم المجتمع وتقاليده وعاداته, فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن واقعة ضرب أو سحل أو اعتقال تكون بطلتها إحدى حرائر هذا الوطن الصامدات في وجه تلك الهجمة البربرية المتعمدة عليهن .
آخرها كان اختطاف الطالبة "مارية المتولي سماحة" طالبة بالمعهد الثانوي الأزهري وتبلغ من العمر 15 عاماً بعد مشاركتها في وقفة مناهضة للإنقلاب العسكري أمام معهدها بقرية ميت عاصم /منية النصر التابعه لمحافظة الدقهلية وذلك من قبل المدعو "مصطفى المهندس" موظف بمجلس مدينة منية النصر الذي اقتادها في سيارته إلى مركز شرطة منية النصر وهناك تم أخذ توقيعها على أوراق بدعوى أنها لإنهاء اجراءات خروجها من القسم ليكتشف محاميها فيما بعد أنها وقعت على إقرار بأحراز تتضمن شعار رابعه وهاتف محمول عليه أغاني ومقاطع فيديو تسئ للجيش ! ومن ثم تم عرضها على النيابة اليوم لتصدر قراراً بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات وتحويلها إلى محكمة الأحداث
إن خطورة وكارثية هذه الواقعه هي في قيام المدعو مصطفى المهندس بخطف الفتاة واقتيادها الى قسم الشرطة وهو مجرد موظف عادي وليس رجل أمن وليست هذه من اختصاصاته!! فهل تم منح الضبطية القضائية للمواطنين المؤيدين للإنقلاب؟ وهل صار المعارضون بلا حقوق تذكر؟
إننا نعيد ما كررناه مرارا في كل بيان وبعد كل انتهاك..واهمون من يعتقدون أن هذه الممارسات مهما بلغ مداها في الاجرام والتدني يمكن أن توقف الحراك النسائي المناهض للظلم والقهر اللذين يجسدهما هذا الانقلاب الدموي الفاشي بل إننا نؤكد أن كل مايقومون به يزيدنا إصرارا على استكمال طريقنا حتى الإفراج عن كل معتقلاتنا و دحر هذا الإنقلاب ومحاسبة هذه العصابة على كل جرائمها في حق الوطن
إن الحركة تثمن وتحيي صمود النساء والفتيات في مصر كلها وفي محافظة الدقهلية التي شهدت العديد من الحوادث المؤسفة على وجه الخصوص ,ذلك الصمود الذي أبهر العالم وأحرج الرجال وحافظ للثورة المصرية على زخمها وتجددها واستمرارها مما دعى سلطات القمع والبطش إلى توجيه ضرباتها المتتابعه إلى هذا المكون الضخم والمؤثر في جسد الثورة وهيهات أن ينجحوا.

