كتب - أحمد شعبان:

أكد الباحث السياسي أحمد فهمي أن تصريحات السياسيين الأمريكيين هي الأكثر إثارة للجدل على الإطلاق، ومن يصدق سياسيا أمريكيا في مدح أو ذم، فلن يفهم كيف يفكر هؤلاء الناس ..

وقال في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": حتى نعلم مستوى المصداقية التي يتمتع بها جون كيري عندما وصف جماعة الإخوان بأنها سرقت الثورة من شباب مصر، يجب علينا أن نعود قليلا إلى الوراء، تحديدا إبان احتدام المنافسة الانتخابية بينه وبين جورج بوش على رئاسة أمريكا في منتصف العقد الماضي.

واضاف كلا المرشحين- بوش، كيري- لم يُبق نعتاً أو وصفاً قبيحاً إلا وألصقه بالمرشح الآخر، يستوي في ذلك أداؤه السياسي وحياته الخاصة وحتى صفاته الجسمانية، وفي اجتماع للمرشح الديمقراطي جون كيري مع منتسبي الاتحادات العمالية قال عن فريق المرشح الجمهوري جورج بوش إنهم أسوأ مجموعة من المحتالين عرفها في حياته، وفي حديث له شبَّه جورج بوش بأنه مثل أحد زعماء المافيا، فقال: "الاستماع إلى محاضرة الرئيس عن المسؤولية المالية يشبه إلى حد ما الاستماع إلى توني سوبرانو وهو يتحدث عن القانون والنظام في هذا البلد" يشير إلى زعيم المافيا في مسلسل تلفزيوني شهير يحمل اسم"عائلة سوبرانو"..

وتابع في المقابل، اتهم الجمهوريون "جون كيري" بالكذب والتضليل، وقال عنه "بوش" أنه لا ثوابت له وأنه يغير آراءه كما يتغير الطقس وهو يتحدث في مدينة ويسكنسن المشهورة بتقلب جوها، فقال: "مواقف خصمي شبيهة بالطقس هنا في جرين باي - ويسكنسن – إن كان لا يعجبك انتظر قليلاً فإنه سيتغير". وقال في إحدى خطبه: "في الواقع إن السناتور كيري قضى في واشنطن فترة طويلة تبنى خلالها وجهات النظر المتباينة بشأن جميع القضايا تقريباً". ويسخر بوش من تقلبات كيري الميكافيلية فيقول: إنه أرهقه في المناظرات الثلاث لأنه لم يكن يعرف مسبقاً على أي موقف سيرد في أي قضية: "لقد كان الإعداد للمناظرات أمراً صعباً لأنه يغير مواقفه خاصة بالنسبة للحرب، أعتقد أنه ربما يمكث 90 دقيقة يجادل مع نفسه"..

وأكد فهمي أن تغير مواقف كيري السريع في نفس القضية في وقت قصير أمر مشهور جدا قائلا: الحقيقة أن جون كيري بالفعل يغير مواقفه كما يغير ملابسه ولا عقيدة سياسية له، وقد نشر الجمهوريون إعلاناً متلفزاً يعتمد على جزء من مقابلة أجراها جون كيري في سبتمبر من العام الماضي يقول فيها: إن تصويت أي عضو في مجلس الشيوخ ضد طلب اعتماد 87 مليار دولار لقواتنا في العراق سيكون موقفاً غير مسؤول بالتأكيد". وكُتِب أسفل الإطار في الإعلان عبارة تقول: صَوَّت جون كيري بعد ذلك ضد طلب اعتماد 87 مليار دولار لقواتنا في العراق.

وأذاعت فضائية الجزيرة تسجيلاً لجون كيري يتحدث فيه أمام مجموعة من العرب الأمريكيين في ديربن ولاية ميشيغان ويقول إنه ضد الجدار العازل ومع بلد فلسطيني، ولكنه في مناظرة بـــنيويورك قال إنه يؤيد الجدار "حتى يجد الإسرائيليون شريكاً فلسطينياً يناقشهم".

وقال كيري في كتاب ألفه عام 1997 م أنه معجب برئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، وقال إنه نموذج يُحتذى به في تحوله من خارج على القانون إلى رجل دولة، ولكنه عندما سُئل بعد ذلك أثناء حملته الانتخابية عن رأيه في عرفات، قال إنه "عقبة في طريق السلام وأثبت أنه بلا جدوى".. ..

هذا هو كيري الذي يطيرون فرحا بتصريحاته ضد الإخوان، يقول الشيء وضده، وبشهادة الأمريكيين أنفسهم..