قال موقع "ذا ناشيونال"، إن إعلان "إسرائيل" المفاجئ يوم الجمعة الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة، لتصبح بذلك أول دولة في العالم تعترف بها أثار إدانات عالمية لهذه الخطوة التي تحمل تداعيات جيوسياسية أعمق مما كان واضحًا في البداية.
وعزا ذلك إلى حد كبير إلى أن اعتراف "إسرائيل" بأرض الصومال يمكن أن يعزز وجودها بالقرب من قلب الشرق الأوسط، وبخاصة بالقرب من أحد خصومها الرئيسين، جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.
مواجهة الحوثيين
وكتب ديفيد ماكوفسكي، مدير مشروع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى المعني بعملية السلام في الشرق الأوسط: "من الصعب تجنب السؤال: هل يفتح اعتراف إسرائيل اليوم بأرض الصومال الباب - رسميًا أو غير رسمي - للوصول إلى المنشآت العسكرية هناك، بهدف مواجهة طائرات الحوثيين بدون طيار والصواريخ القادمة من اليمن المجاور عبر خليج عدن؟".
ويتبادل الحوثيون و"إسرائيل" الهجمات على مدار العام، حيث قامت الجماعة اليمنية بضرب السفن في البحر الأحمر احتجاجًا على العدوان "الإسرائيلي" المستمر في غزة.
وشنت "إسرائيل" غارات جوية على صنعاء والحديدة، الخاضعتين لسيطرة الحوثيين، ما أسفر عن مقتل شخصيات حكومية في الإدارة المدنية التي يديرها الحوثيون.
غير أن الأوضاع هدأت بين الجانبين نسبيًا، لكن ثمة تكهنات حول ما إذا كان هذا أحد الأسباب الرئيسة وراء التقارب "الإسرائيلي".
وأعلنت أرض الصومال استقلالها من جانب واحد. وتقع في منطقة القرن الأفريقي، على ساحل خليج عدن، وتجاور الصومال وجيبوتي.
زيارات سرية إلى "إسرائيل"
وأفادت القناة الثانية عشرة "الإسرائيلية" بأن رئيس أرض الصومال، عبدالرحمن محمد عبد الله، قام بعدة زيارات سرية إلى "إسرائيل"، من بينها زيارة في أكتوبر، حيث التقى رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس "الموساد" ديفيد بارنيا.
وكانت الصومال من أوائل الدول التي انتقدت هذه الخطوة، التي كانت قيد الإعداد منذ فترة طويلة، وتبعتها دول عربية مثل مصر وفلسطين. وكانت أرض الصومال قد طُرحت سابقاً في مناقشات تتعلق بالتهجير القسري للفلسطينيين من غزة.
وصرح مسؤولون من أرض الصومال في ذلك الوقت لوكالة "أسوشيتد برس" بأنهم لم يكونوا على علم بأي اتصال أجراه مسؤولون أمريكيون أو "إسرائيليون" بشأن هذه المسألة الشائكة للغاية، نظرًا لتداعياتها القانونية والأخلاقية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مدينة بربرة الساحلية في أرض الصومال يمكن أن تسمح لـ "إسرائيل" بالوصول إلى البحر الأحمر، وهو شريان حيوي للشحن التجاري يطل على مضيق باب المندب الذي يمثل نقطة اختناق للتجارة العالمية.
ووقّعت أرض الصومال العام الماضي اتفاقية لتأجير شريط ساحلي بطول 20 كيلومترًا لجارتها إثيوبيا، الحليف المقرب لـ "إسرائيل" ومصدر العمالة لها. واستدعت الصومال السفير الإثيوبي احتجاجًا على ذلك، إذ لا تعترف مقديشو بالمنطقة الانفصالية.
واعتبر الموقع أنه سواء كان ذلك لأسباب سياسية أو اقتصادية أو أمنية، فقد صنعت "إسرائيل" التاريخ باعترافها بأرض الصومال- وهي خطوة لم تتضح فوائدها الكاملة بعد.
https://www.thenationalnews.com/news/mena/2025/12/27/why-did-israel-recognise-somaliland/

