يشتهر الكشري بمكوناته التي جعلت منه الطبق المفضل والأكثر شعبية في مصر على مر السنين، وقد سُجل ضمن القوائم التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي لمنظمة اليونسكو لعام ٢٠٢٥. 

 

ويمكن صنع الكشري بيساطة في المنزل، إلا أن له مذاقًا مختلفًا عند تناوله في المطاعم إلى حد كبير، وهو ما يفسر سر الإقبال على مطاعم بعينها، اكتسبت شهرة عريضة بين المصريين.

 

وعلى الرغم من كونه وجبه "شعبية" بامتياز، إلا أنه أصبح أخيرًا وجبة "دبلوماسية" يحرص كثير من الدبلوماسيين والوفود الأجنبية وحتى الفرق الرياضية على تناوله عند تواجدهم في مصر، وتحديدًا في مطعم "أبوطارق" الشهير بمنطقة وسط القاهرة، والذي يحظى بشهرة واسعة بين محبي الكشري في مصر وخارجها.

 

شهرة أبو طارق 


قصة هذا المطعم الشهير تعود إلى قبل أكثر من نصف قرن، حيث كانت البداية من خلال عربة كشري بسيطة، يملكها الحاج زكي في أربعينات القرن الماضي، ولم يمضِ وقت طويل حتى قرر ابنه يوسف تحقيق حلم والده بتحويل العربة المتواضعة إلى مطعم في وسط القاهرة. وكانت هذه بداية سلسلة مطاعم تمتد الآن داخل مصر وخارجها.

 

وأصبح المطعم الآن قبلة لعشرات الوزراء والدبلوماسيين والمسؤولين الأمميين في القاهرة الذين يزورونه لتجربة هذه الوجبة الشعبية، حتى أصبح ما يشبه ناديًا دبلوماسيًا غير رسمي في القاهرة يجمع وزراء ودبلوماسيّي الشرق والغرب، بعد أن جذبتهم مكونات الطبق من الأرز والمكرونة والعدس والحمص والبصل، ومعها "الدقة والشطة".

 

وقال طارق يوسف، نجل صاحب المطعم، إن مطعمه الذي صنّفه الموقع العالمي "TasteAtlas" من بين أكثر 100 مطعم متميّز حول العالم في عام 2023 أطلق مبادرة منذ 5 سنوات، لتنشيط سياحة الطعام وتبادل الثقافات عبر استضافة كثير من السفراء، الذين رحّبوا بالمشاركة، وتناول الكشري وسط الأجواء الشعبية المصرية.

 

وكان سفير نيوزيلندا السابق، جريج لويس، أول من شارك في مبادرة المطعم، ومن ثمّ توالى حضور سفراء بريطانيا، وأستراليا، وتشيلي، والأرجنتين، والمكسيك، وجورجيا، ومالي، وكولومبيا، وبلجيكا، وهولندا، وأفغانستان، ونيبال، والدنمارك، وبيرو، وكوريا الجنوبية، والبوسنة والهرسك، وغيرهم العشرات.

 

وزراء في ضيافة أبو طارق 


كما زار العديد من وزراء الخارجية المطعم لتناول الكشري، من بين هؤلاء ماينل رايزينجر، وزيرة خارجية النمسا، التي ظهرت في مقطع فيديو وهي تُعد طبق كشري أثناء تناولها الطعام، كما ظهرت في لقطات أخرى وهي تستعد للتحلية بتناول طبق من الأرز بلبن.

 

أيضًا كان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي أحد الدبلوماسيين الذين تناولوا الكشري المصري معربًا عن إعجابه به، قائلاً إنه "وجبة لذيذة وشهية". وهو ما جاء بعد سنوات من جمود العلاقات بين القاهرة وطهران، ما اعتبره البعض يؤرخ لمرحلة جديدة في العلاقات بين الجانبين.

 

ورافق الوزير المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية السفير إسماعيل بقائي، ورئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، السفير محمد سلطاني فرد.

 

كما ظهر مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، أثناء تناوله الكشري في مطعم "أبوطارق"، ونشرت صفحة السفارة الأمريكية مقطع الفيديو، والذي علقت عليه قائلة: "خلال زيارته في القاهرة، مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأمريكي ماقدرش يفوّت أشهر محل كشري في مصر"، ولم يكتف بتناول الكشري، بل جرّب تعبئة الطبق بمكوناته المختلفة.