قال أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر، الدكتور محمد المختار الشنقيطي، في تدوينة له عبر منصة "إكس"، إن: "إسرائيل دمرت غزة مادياً، ودمرت غزة إسرائيل معنوياً. الدمار المادي مؤقت، والدمار المعنوي دائم. من لا يرى في طوفان الأقصى نهاية إسرائيل فهو لم ير بعدُ أمواج الطوفان العميقة".

 

الدمار المادي في غزة.. جروح على الأرض والإنسان

البنية التحتية: آلاف المباني والمنازل تم تسويتها بالأرض، فيما تشير تقديرات أممية إلى أن أكثر من 70% من مرافق الصحة والتعليم تعرضت للدمار أو الضرر الجزئي.

الخسائر البشرية: عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من المدنيين، بينهم نسبة مرتفعة من النساء والأطفال.

الحصار والتجويع: شح في الغذاء والدواء والوقود، أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، مع نزوح مئات الآلاف داخل القطاع.

الاقتصاد: تدمير المصانع والأسواق، وانكماش شبه كامل للحياة الاقتصادية، ما جعل إعادة الإعمار مهمة تفوق قدرات الأهالي والمؤسسات المحلية.

ورغم حجم المأساة، يرى محللون أن هذا النوع من الدمار يبقى في نطاق المؤقت، إذ يمكن إعادة بناء ما تهدم مع مرور الوقت ودعم المجتمع الدولي.

 

الدمار المعنوي لإسرائيل.. اهتزاز صورة القوة والدعاية

على الجانب الآخر، يشير الشنقيطي وآخرون إلى أن إسرائيل تعرضت لصدمة معنوية غير مسبوقة، تمثلت في عدة محاور:

ضربة 7 أكتوبر (طوفان الأقصى): أحدثت اختراقا عسكريا وأمنيا غير متوقع، هزّ صورة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يُسوَّق كـ"لا يُقهر".

الانقسام الداخلي: تصاعد الانتقادات ضد الحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسط مظاهرات لعائلات الأسرى والمفقودين.

الشرعية الدولية: مع تواصل مشاهد القصف والمجازر في غزة، تراجعت صورة إسرائيل في الإعلام الغربي، وصعدت موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات الطلابية والشعبية في الجامعات والعواصم العالمية.

التأثير الاستراتيجي: بدأت أطراف دولية وإقليمية تعيد التفكير في سياسات دعم إسرائيل، بعدما تراجعت قدرتها على فرض الأمن والاستقرار في المنطقة.

الخسائر الاقتصادية والأمنية: انكماش السياحة والاستثمارات، وتكلفة عسكرية باهظة للحرب المستمرة.

 

جنود الاحتلال.. من ساحات الحرب إلى عيادات الطب النفسي

على الأرض، يتعرض جيش الاحتلال لضربات متواصلة في غزة، حيث تشير تقارير ميدانية إلى مقتل جنود بشكل يومي في الكمائن والاشتباكات المباشرة من قبل المقاومة الفلسطينية، هذا النزيف البشري ترافقه ظاهرة متزايدة من حالات الفرار والخوف بين الجنود، الذين يصفهم محللون إسرائيليون بأنهم يواجهون "حرب استنزاف نفسية" لا تقل خطورة عن خسائرهم العسكرية.

هروب من الخدمة: تقارير عبرية تحدثت عن رفض بعض الجنود العودة إلى جبهات القتال أو تقديم طلبات إعفاء نفسي.

أزمات نفسية متصاعدة: عيادات الطب النفسي العسكرية تسجّل ارتفاعاً كبيراً في أعداد المصابين باضطراب ما بعد الصدمة والخوف المزمن.

فقدان الثقة: شهادات لعائلات الجنود تكشف عن تزايد القلق من "العودة في توابيت" مع استمرار المقاومة في تكبيد الجيش خسائر يومية.

https://x.com/mshinqiti/status/1957344822013923555