مع الإعلان عن استشهاد الصحفي الفلسطيني أنس الشريف إثر غارة إسرائيلية على خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء في غزة، عمّ الصمت الممزوج بالذهول أروقة المؤسسات الإعلامية.
شبكة الجزيرة التي كان أنس أحد أبرز مراسليها في غزة، نعته بكلمات مؤثرة، واصفة إياه بأنه "صوت الشارع الغزّي" و"عين الحقيقة وسط الظلام".
وصرّح مديرها العام أن اغتيال أنس هو "استهداف مباشر للحقيقة وللشهود على جرائم الحرب".
مواقف المنظمات الحقوقية
منظمة العفو الدولية أدانت الحادثة واعتبرتها جريمة حرب متعمدة، مشيرة إلى أن أنس كان ضمن الصحفيين الذين وثّقوا جرائم الحرب الإسرائيلية تحت القصف المستمر.
أما لجنة حماية الصحفيين (CPJ)، فقد حمّلت سلطات الاحتلال المسؤولية، وأكدت أن الجيش الإسرائيلي يستخدم ذريعة "الانتماء للمقاومة" لتبرير استهداف الصحفيين، وهو ما وصفته المنظمة بأنه "خطاب تحريضي يسبق الاغتيال".
ردود الفعل من الشخصيات الإعلامية والنشطاء
تصدّر وسم #أنس_الشريف وسم #الصحافة_ليست_جريمة قائمة أكثر الوسوم تداولًا في العالم العربي.
الصحفي والمحلل السياسي ياسر الزعاترة كتب "أنس الشريف لم يحمل سلاحًا سوى الكاميرا، فاغتالوه كي لا يرى العالم الحقيقة. هذه هي إسرائيل، وهذه هي رسالتها للعالم: الصمت أو الموت."
https://x.com/YZaatreh/status/1954786905352012158
المذيع الفلسطيني تامر المسحال نعى زميله قائلاً: "خسرنا اليوم أخًا وصديقًا ومقاتلًا في ميدان الحقيقة. أنس كان يعرف أن الكلمة قد تكلّفه حياته، لكنه اختار أن يبقى حتى اللحظة الأخيرة."
الفنان والمذيع هشام عبداللة ""استمرّ يا انس انت صوتنا" بالرغم من قسوة القصف والإباده والجوع وأمعاءه الخاويه إلا ان أنس الشريف استمرّ سنتين صوت غزة نعرف منه أحوالها ولم يثنيه شئ إلا الشهادة التى كان عن يقين انه سينالها كان ينعى رفقاءه شهداء الحقيقه ويعلم انهم السابقون وهو وفريقه اللاحقون.. وتركونا فى خزينا وهواننا".
https://x.com/abnalbl62532021/status/1954804567872274562
الصحفية سيلين ساري "اليوم عاش #أنس_الشريف ومات ما تبقى من العرب غادر الارض وفي حلقه بقية حكاية لم تكتمل و وجع وطن لم يهدأ أنس صعد لربه حاملا مظلمته فكلاب الصهاينة قتلوه و كلاب العرب خذلوه لقد أقسم ولم نهتم بقسمه: والله وتالله لن نسامحكم على خذلانكم لنا في #غزة رحل أنس وبقي الخذلان على قيد الحياة".
https://x.com/celin931/status/1954685204205023610
الناشط أنس حبيب "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله وإنا لله وإنا إليه راجعون! اللهم شهادة في سبيل الحق والقسط كما ماتها أنس والصادقين من قبله الذين لم يبدلوا ولم يغيروا! والله لتكون دمائهم لعنة على كل كلب عميل للصهاينة شارك في هذه الإبادة في الدنيا والآخرة!".
https://x.com/AnasHabib98/status/1954648355558068603
البرلماني السابق د. عادل راشد "وصية الشهيد أنس الشريف شريف الهدف والغاية والنهاية فهل يسمع حكام العرب والمسلمين أم على قلوب أقفالها قد ران عليها مايكسبون من خيانة الأمانة وذل الانبطاح وعار الخذلان !!!"
https://x.com/adelrashed57/status/1954746799018696954
الباحث السياسي سعيد زياد "استشهاد البطل أنس الشريف درة تاج الصحافة المقاومة ضد منظومة الاستعمار المجرمة سيد الرجال والصحفيين خير من عمل في الصحافة والإعلام".
https://x.com/saeedziad/status/1954645301622624603
الدكتور أشرف داووبة "رحم الله أنس الشريف ورفاقه فقد صدق فصدقه الله والعار والشنار على المتخاذلين والمتآمرين .".
https://x.com/drdawaba/status/1954758517090382060
الصحفي قطب العربي "عرفت قدرك يا أنس منذ بدايات ظهورك على شاشة الجزيرة ..ملأت فراغ من استشهدوا قبلك..ثم لحقت بهم".
https://x.com/kotbelaraby/status/1954667801500848322
الشيخ سلامة عبدالقوي "الشهيد الشريف أنس بصحبة النبيين والصديقين والشهداء نعم الأنس يا أنس".
https://x.com/AbdelkawySalama/status/1954652467230298336
اللاعب الدولي المصري محمد أبوتريكة ""نُشهد الله أنك أديت الأمانة".. محمد أبوتريكة ينعى مراسل الجزيرة أنس الشريف بعد استشهاده في غارة لجيش الاحتلال على قطاع غزة".
https://x.com/AJA_Egypt/status/1954667718717903329
الاقتصادي د. مراد علي "رحمة الله عليك يا أنس. نشهد لك أنك وفيّت وما قصرت.. قدمت عمرك وجهدك ودمك فداءً لدينك ووطنك، أبيت إلا أن تكون صوت الحق وشاهد على جرائم إسرائيل وتخاذل العرب والمسلمين.."
https://x.com/mouradaly/status/1954726923655102559
مواقف منظمات الصحفيين الدولية
النادي الوطني للصحفيين في الولايات المتحدة أصدر بيانًا دعا فيه إلى فتح تحقيق دولي عاجل، مؤكدًا أن مقتل أنس "صفعة لحرية الصحافة".
في السياق ذاته، أشار الاتحاد الدولي للصحفيين إلى أن هذه الحادثة ترفع عدد الصحفيين الذين قُتلوا في غزة منذ بدء الحرب إلى مستوى "غير مسبوق" في تاريخ النزاعات الحديثة.
شهادات شخصية من زملائه
أحد زملاء أنس في الميدان، ويدعى محمد أبو عمر، قال: "كنا معًا قبل دقائق من الغارة. كان يراجع اللقطات التي صوّرها صباحًا، وقال لي: 'هذه الحرب يجب أن تُوثَّق حتى آخر نفس فينا'… لم أعلم أن هذا النفس سيكون الأخير."
إرث لن ينسى
استشهاد أنس الشريف لم يكن نهاية قصته، بل بداية لموجة أوسع من التضامن العالمي مع الصحفيين في غزة.
صورته بالكاميرا المعلقة على كتفه أصبحت أيقونة تُرفع في الوقفات التضامنية حول العالم، وذكراه باتت محفّزًا لزملائه على مواصلة التغطية رغم الخطر.
