في ظل تحديات داخلية كبيرة وخصوصا بعد ** الانفجار الهائل في أكبر ميناء تجاري في إيران، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصاً وإصابة أكثر من ألف شخص آخر، وسط اتهامات للحكومة بالتقصير، تخوض طهران مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن بشأن ملفها النووي.
ووقع انفجار في ميناء شهيد رجائي في مدينة بندر عباس القريبة في الجنوب، التي تضم القاعدة الرئيسية للبحرية الإيرانية، بينما كانت الوفود الإيرانية والأمريكية تعقد اجتماعات غير مباشرة رفيعة المستوى عبر وسطاء في سلطنة عمان، حول برنامج إيران النووي، أعلن الجانبان عن إحراز تقدم فيها.
وأعلنت إيران أنها منفتحة على فرض قيود على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات عليها، لكن شددت في ذات الوقت على أنها لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم، مؤكدة أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط.
مفاوضات حذرة
أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات الأميركية الإيرانية في مسقط بسلطنة عمان، وأنه سيجري استئناف المحادثات في 3 مايو المقبل، باجتماع رفيع المستوى، مشيراً إلى أن وفدي طهران وواشنطن "ناقشا الأهداف الأساسية والجوانب الفنية لاتفاق قائم على الاحترام المتبادل والالتزامات الدائمة".
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في أعقاب انتهاء محادثات الجولة الثالثة، إن بلاده تمضي بحذر في المفاوضات مع واشنطن، معرباً عن رضا بلاده عن مسار المفاوضات، لكنه أشار إلى أن "هناك قضايا تحتاج لتفاهمات دقيقة".
وأوضح عراقجي، أن المسؤولين في سلطنة عمان، سيحددون لاحقاً مكان انعقاد الجولة المقبلة المقررة السبت المقبل، مشيراً إلى أن خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد يشاركون في الجولة التالية من المحادثات، مشدداً على أن الوفدين الأميركي والإيراني "لديهما إرادة الوصول إلى تفاهم".
ماذا حدث في الجولة الثالثة؟
وعقب انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، السبت، أكد أحد أعضاء فريق التفاوض الإيراني، أن الاجتماعات "اقتصرت فقط على المجالات المتعلقة بالملف النووي والعقوبات"، مشدداً على أنه لم يتم التطرق إلى أي موضوعات أخرى.
ونقل التلفزيون الإيراني عن المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي قوله، إن وفدي طهران وواشنطن تبادلا الآراء بشأن رفع العقوبات وسبل بناء الثقة في البرنامج النووي الإيراني.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لوكالة "رويترز"، إن المحادثات النووية التي جرت، السبت، مع إيران كانت إيجابية وبناءة، مضيفاً أن الجانبين اتفقا على الاجتماع مجدداً في أوروبا "قريباً".
وأضاف المسؤول: "هناك أمور كثيرة لا يزال يتعين القيام بها لكن تم إحراز المزيد من التقدم نحو التوصل لاتفاق".
وانقسمت الجولة الثالثة من المفاوضات إلى قسمين، الأول منها سياسي؛ يقوده عراقجي وستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والقسم الثاني هي مفاوضات فنية على مستوى الخبراء يشارك فيها من الجانب الإيراني كاظم غريب آبادي، مساعد الشؤون القانونية والدولية في وزارة الخارجية الإيرانية، ومجيد تخت روانجي، المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني، فيما يمثل الجانب الأميركي في هذا الشق مايكل أنطون، مدير فريق تخطيط السياسات التابع لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.
تفاوض وخطوط حمراء
ووفقاً لمسؤولين إيرانيين، فإن طهران مستعدة للتفاوض على بعض القيود على عملها النووي مقابل رفع العقوبات، لكن إنهاء برنامج التخصيب أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب من بين "الخطوط الحمراء الإيرانية التي لا يمكن المساومة عليها" في المحادثات.
وإضافة إلى ذلك، قال العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين، إن الدول الأوروبية اقترحت على المفاوضين الأميركيين، أن يتضمن الاتفاق الشامل قيوداً تمنع إيران من امتلاك أو استكمال القدرة على وضع رأس نووي على صاروخ باليستي.
لكن طهران تصر على أن قدراتها الدفاعية مثل برنامج الصواريخ "غير قابلة للتفاوض"، إذ قال مسؤول إيراني مطلع على المحادثات، إن طهران ترى أن برنامجها الصاروخي يمثل عقبة أكبر في المحادثات.