أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الخميس، خروج مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال شرقي مدينة غزة عن الخدمة، بعد أن ألحق القصف الإسرائيلي به دمارًا كبيرًا، لا سيما في قسم العناية المركزة ومنظومة الطاقة البديلة.

وكانت طائرات الاحتلال قد استهدفت، يوم الثلاثاء الماضي، المبنى الطبي الحيوي في حي التفاح، مُركّزة نيرانها على مصدر الطاقة الوحيد للمستشفى وقسم العناية المكثفة، ما أدى إلى توقف كامل للخدمات الطبية، تاركة الأطفال المرضى بلا علاج، وأهاليهم في حالة من اليأس والفقدان.

وترتفع الحصيلة الكارثية للمؤسسات الصحية التي توقفت عن العمل منذ بدء الحرب إلى 37 مستشفى، في مشهد غير مسبوق يعكس انهيار البنية التحتية الطبية بالكامل تحت وطأة آلة الحرب.

ولم تكن هذه هي الضربة الأولى للمؤسسات الصحية في القطاع. ففي منتصف إبريل تعرض المستشفى المعمداني لقصف مماثل أتى على أحد مبانيه وأشعل النيران في أقسامه، ما أدى إلى خروجه الكامل من الخدمة. كما شمل القصف المتكرر مراكز صحية ومخازن أدوية وسيارات إسعاف، ما ضاعف من حجم الكارثة الإنسانية والطبية.

 

نظام صحي منهار... ومجاعة تحاصر المرضى

الضربات المتلاحقة التي تطال القطاع الصحي في غزة تأتي ضمن سياق حرب شاملة تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر منذ 18 عامًا. ومنذ 7 أكتوبر 2023، تواصل القوات الاحتلال تنفيذ حملة إبادة جماعية، أوقعت حتى الآن نحو 168 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض أو في ظروف غير معروفة.

وفي ظل منع دخول المساعدات الطبية منذ الثاني من مارس الماضي، ومع تصاعد الهجمات منذ 18 من الشهر ذاته، لم يعد في غزة أي مقومات لمنظومة صحية فاعلة. وتعجز المستشفيات التي ما زالت عاملة جزئيًا عن استيعاب الأعداد الهائلة من المصابين، فيما يفتقر الأطباء للأدوية الأساسية وأدوات الجراحة والعناية الأولية.

وتقول وزارة الصحة إن نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون باتوا بلا مأوى، بعد أن دُمّرت منازلهم كليًا أو جزئيًا، فيما دخل القطاع رسميًا مرحلة المجاعة، وسط إغلاق كامل للمعابر ومنع تام لإدخال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والماء والوقود، وسط صمت وخوف عربي وإسلامي من الاحتلال الإسرائيلي.