نشرت ميدل إيست مونيتور أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ منذ أكثر من أسبوعين عملية برية متعددة الجبهات بدأت من شارع صلاح الدين (المعروف سابقًا بمحور نتساريم) وسط القطاع، وامتدت إلى مدينة رفح بالكامل، وأجزاء من خانيونس، ثم إلى حي الشجاعية شرق غزة، وبيت لاهيا وبيت حانون في الشمال.

كررت القوات الإسرائيلية سيناريو الشمال الذي عُرف بـ"خطة الجنرالات"، حيث كشفت صحيفة هآرتس عن مساعي لضم رفح — التي تمثل خُمس مساحة غزة — إلى "المنطقة العازلة" التي يُمنع الفلسطينيون من التواجد فيها. أوضحت الصحيفة أن المنطقة العازلة ستغطي 75 كيلومترًا مربعًا بين محوري فيلادلفيا وموراج، وتشمل رفح والمناطق المحيطة بها، ما يعني محو الوجود الفلسطيني هناك.

أكدت هآرتس أن الجيش الإسرائيلي يدرس هدم جميع مباني المدينة، ولن يسمح بعودة السكان، وهو ما يُحوّل غزة إلى جيب محاصر داخل الأراضي المحتلة، ويعزلها عن الحدود المصرية.

في 29 مارس، أعلنت إسرائيل توسيع عملياتها جنوبًا لتوسيع المنطقة الأمنية، ودعت سكان رفح للإخلاء. بعد أيام، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة بشكل واسع باستخدام الفرقة 36 القتالية.

أشارت هآرتس إلى أن هذه التحركات جاءت بعد قرار سياسي بتجديد الحرب على غزة. صرّح نتنياهو بأن إسرائيل ستسيطر على أجزاء كبيرة من القطاع، رغم معرفته بصعوبة الحصول على دعم دولي طويل الأمد، حتى من الولايات المتحدة. لذلك ركز الجيش على مناطق يعتقد أنها ستضغط على قيادة المقاومة.

رغم فشل الاحتلال سابقًا في السيطرة الكاملة على شمال غزة، يحاول الآن فرض منطقة عازلة واسعة في الجنوب، خاصة على محور موراج، الذي يفصل رفح عن خانيونس. وقد نشر المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، صورًا للعمليات الجارية هناك.

يرى خبراء عسكريون أن السيطرة على رفح تعني تدميرها بالكامل، ونهاية لفكرة فلسطين. أوضح العميد إلياس حنا أن الخريطة التي نشرتها هآرتس تعكس التطور التكتيكي ضمن خطة استراتيجية أوسع، هدفها عزل الشمال عن الوسط والجنوب. تتراوح المنطقة العازلة بين 700 و1100 متر في بعض النقاط، وتصل إلى 100 متر في مناطق أخرى، ويجري تفريغها من السكان بهدم منظم.

وقال حنا، إن نتنياهو يعتبر محور فيلادلفيا "مسألة حياة أو موت" بسبب اعتقاده بوجود أنفاق تمتد إلى مصر، وأشار إلى أن جيروزاليم بوست أكدت تدمير 25% فقط من الأنفاق.

أضاف أن تصريحات نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالانت بشأن احتلال غزة في حال عدم الإفراج عن الأسرى، تندرج ضمن خطة شاملة للسيطرة على القطاع وتفكيكه إلى مناطق معزولة.

فيما يخص معبر رفح، أوضح حنا أن إسرائيل بعزلها للمعبر تكون قد قطعت غزة تمامًا عن مصر، مما يستدعي اتفاقًا جديدًا بين الجانبين.

وفق تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، حوّلت إسرائيل نحو 65% من مساحة غزة إلى مناطق إخلاء أو مناطق يُمنع الفلسطينيون من دخولها. أصدر الاحتلال منذ 18 مارس 13 أمر إخلاء، تشمل 126.6 كيلومترًا مربعًا، أي 35% من القطاع، إضافة إلى مناطق محظورة كـمحور نتساريم ووداي غزة.

أنشأت القوات الإسرائيلية محور نتساريم في نوفمبر 2023 لفصل غزة عن شمالها، ثم انسحبت منه مؤقتًا في فبراير خلال المرحلة الأولى من اتفاق تهدئة لم تلتزم به لاحقًا.

انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في مارس بعد رفض الاحتلال تنفيذ المرحلة الثانية، والتي كان من المفترض أن تشمل انسحابًا إسرائيليًا من غزة، وهو ما عارضته أطراف متشددة في حكومة الاحتلال.

منذ 7 أكتوبر 2023، وبدعم أمريكي كامل، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، أودت بحياة أكثر من 51 ألف فلسطيني، وأصابت 116500، مع وجود 11ألف آخرين تحت الأنقاض. أغلب الضحايا من النساء والأطفال، وتعرض أكثر من مليوني فلسطيني للنزوح مرة واحدة على الأقل.

https://www.middleeastmonitor.com/20250417-what-does-israels-control-of-rafah-mean-for-the-future-of-the-gaza-strip/