على بعد أميال قليلة من ميناء الشارقة في الإمارات، ترسو ناقلة النفط البنمية "PETRO 1" منذ أكثر من 106 أيام، في مشهد يُشبه الاحتجاز القسري في عرض البحر. على متنها، يُصارع سبعة بحارة مصريين مصيرًا غامضًا وسط ظروف معيشية قاسية، وانقطاع كامل عن اليابسة والحقوق الأساسية، في انتظار تدخل طال انتظاره من الجهات المسؤولة. نداء استغاثة عبر فيسبوك في بيان استغاثة نشره طاقم السفينة على موقع فيسبوك، ناشد البحارة السفارة والقنصلية المصرية في الإمارات سرعة التحرك لإنهاء معاناتهم التي دخلت شهرها الرابع، بعد أن مُنعوا من الرسو أو دخول الميناء نتيجة "خلافات بين مالك السفينة وشركة التشغيل"، حسب ما أكده البيان، دون توضيحات رسمية من الوكيل الملاحي أو السلطات الإماراتية. من هم البحارة؟ الطاقم يتكون من: محمد نبيل عبد المنعم محمود فتحي عبد القادر حسام محمد محمود محمد حسن المتولي ياسر رجب بشير حرب سامح عبد العظيم الدسوقي السيد علي صالح إبراهيم هؤلاء البحارة يواجهون مصيرًا مجهولًا على ظهر ناقلة نفط تُبحر باسم بنما، وتمتلكها شركة PETROFLEET FZC، التي تتخذ من الإمارات مقرًا لها، وتديرها شركة LUNA SHIPPING LLC، وفقًا لبيانات منصة MyShipTracking المتخصصة في تتبع السفن. رحلة قصيرة.. وعزلة طويلة تشير بيانات التتبع إلى أن السفينة أبحرت من ميناء عجمان يوم 15 يناير 2025، قبل أن تعود إليه بعد خمسة أيام فقط، في رحلة دائرية قطعت خلالها نحو 25.6 ميلاً بحريًا بسرعة متوسطة بلغت 3.9 عقدة. منذ ذلك الحين، ظلت السفينة متوقفة عند الإحداثيات [25° 29.04’ N, 055° 15.48’ E]، دون أي تحرك فعلي أو دخول للميناء. أعطال وغموض قانوني القبطان محمد نبيل عبد المنعم، أحد أفراد الطاقم، أوضح أن السفينة خرجت من ميناء عجمان بعد إجراء صيانة شاملة، لكنها تعرضت لعطل مفاجئ في المحرك أجبرهم على التوقف في عرض البحر. وعند إلقاء المخطاف لإصلاح العطل، اعتبرت سلطات خفر السواحل في الشارقة ذلك "مخالفة" بسبب إنزاله دون تصريح مسبق. ونتيجة غياب مستندات الملكية وتراخيص التشغيل، طلبت الشركة من الطاقم مغادرة المياه الإقليمية الإماراتية، لتبدأ رحلة من التيه البحري بين موانئ عمان واليمن، انتهت برفض ميناء خالد استقبال السفينة لعدم تواصل المالك مع السلطات المختصة. مياه ملوثة وقطع للطعام والإنترنت يوصف الوضع الحالي على متن السفينة بأنه "كارثي"، حيث انقطعت الكهرباء لأيام بعد تعطل جميع المولدات، بما فيها مولد الطوارئ، ما اضطر البحارة لاستخدام الكشافات اليدوية لتفادي الاصطدام بالسفن العابرة. أما المياه الصالحة للشرب فقد نفدت، ما اضطرهم لاستخدام مياه ملوثة من تنكات صدئة، تسببت في إصابة أحدهم بمرض جلدي (إكزيما). ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ عمدت الشركة إلى قطع خدمة الإنترنت عن الطاقم بعد نشرهم نداء الاستغاثة، في خطوة اعتبرها البحارة "محاولة لإخفاء معاناتهم". ونُقل عن أحد أفراد الطاقم أن مالك السفينة هدده قائلاً: "أنتم تسرعتم.. كنت سأحل الموقف لكن بعد ما فعلتموه، لن أتدخل". غياب التدخل المصري حتى الآن، لم يتلق البحارة أي رد من السفارة أو القنصلية المصرية في الإمارات، رغم مرور أكثر من 100 يوم على بداية الأزمة، ووضوح ملابساتها المتعلقة بخلاف تجاري لا ذنب للطاقم فيه. ولا تزال السفينة متوقفة في عرض البحر، في ظل استمرار تدهور الحالة النفسية والصحية للبحارة. عن الشركة المالكة تعمل شركة Petrofleet Tankers Management and Oil Trading في إدارة وتشغيل ناقلات النفط، وتقديم خدمات التأجير البحري، والصيانة الفنية، وتأمين الطواقم، وشراء قطع الغيار. ومع ذلك، فإن الفشل في التعامل مع هذه الأزمة يُثير تساؤلات حول مدى التزامها تجاه حقوق البحارة وسلامتهم. https://www.facebook.com/share/p/1C11u9e4rz/