اهتزت مواقع التواصل الاجتماعي على وقع مشاهد صادمة لاختطاف طفل صغير من يد والدته في قلب أحد شوارع القاهرة، وفي وضح النهار، في واقعة مرعبة وثقتها كاميرات المراقبة، التي أعادت تسليط الضوء على تصاعد جرائم اختطاف الأطفال، وسط اتهامات بتقاعس الأجهزة الأمنية وانشغالها بملاحقة المعارضين بدلاً من تأمين الشارع المصري.

فيديو يهز الشارع مدته لا تتجاوز 11 ثانية، لكنه كان كفيلاً بإثارة موجة ذعر وغضب واسعة. الفيديو، الذي جرى تداوله بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر سيدة تسير في أحد شوارع القاهرة برفقة أطفالها، قبل أن يتوقف بجوارها "توك توك"، ليخطف شاب بسرعة وينتزع طفلاً من يد أمه. حاول بعض الأهالي التدخل والركض خلف الخاطف، في مشهد يعكس الذهول والارتباك، فيما تهاوت الأم على الأرض وهي تصرخ من هول الفاجعة، ما زاد من حالة القلق العام.

الحادثة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر مئات الآلاف من المستخدمين عن غضبهم العارم، معتبرين أن الجريمة تعكس هشاشة الأمن المجتمعي، في ظل انشغال الأجهزة الأمنية بقمع المعارضة وملاحقة النشطاء، بدلاً من التصدي للجرائم التي تمس حياة المواطنين اليومية.

فكتب أحد المغردين: "أصبحنا لا نأمن على أبنائنا حتى في عز النهار، والسيسي وأجهزته مشغولين بمن يكتب تويتة".

وعلّق آخر: "كل بيت في مصر أصبح قلقاً من تكرار نفس المأساة".

 

تقارير مرعبة

   عشرات الأطفال يُخطفون سنوياً بحسب تقرير حديث صادر عن "المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة"، فإن هذه الجريمة ليست حادثة فردية، بل جزء من ظاهرة متصاعدة، فقد رصدت المؤسسة 43 حالة اختطاف أطفال منذ بداية العام الجاري فقط، 81% منها كانت لأطفال ذكور، و19% لإناث.

وتُظهر البيانات أن الأطفال بين عام وخمسة أعوام هم الأكثر عرضة للخطف، ما يزيد من فداحة الجريمة وخطورتها.

 

دوافع إجرامية متشابكة

يرصد التقرير تنوع الدوافع وراء تلك الجرائم، على رأسها التشكيلات العصابية التي تخطف الأطفال لطلب فدية من ذويهم.

كما تشكّل الخلافات الشخصية والانتقام دافعاً آخر، في ظل تصاعد مظاهر العنف الأسري والمجتمعي.

وتشمل الدوافع الأخرى:

الخطف بسبب مشاكل الإنجاب، سرقة مصوغات ذهبية يرتديها الأطفال، وأحياناً – وهو الأخطر – الاتجار بالبشر.

 

الريف في قلب الأزمة

   التقرير أشار أيضاً إلى أن 70% من حالات الاختطاف سُجلت في المناطق الريفية، مقابل 30% في المدن، في مؤشر على العلاقة الوثيقة بين انتشار الفقر وتدني الخدمات الأمنية والتعليمية وارتفاع معدلات الجريمة.

فالقرى الفقيرة التي تفتقر إلى الكاميرات والرقابة الأمنية تصبح بيئة خصبة لجرائم خطف الأطفال.

 

شاهد الفيديو: https://x.com/ahlawywaftkhr41/status/1919706888842723428

www.facebook.com/100001413016706/videos/3875089326041933

ووفق مراقبين، فإن اشتداد الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي يكابدها الشعب المصري، في ظل نزام السيسي، فقد تحولت مصر لبوتقة من الأزمات وحلقة من حلقات التأزيم المستمرة والمغلقة، التي لا تتوقف، وهو ما يعيد مصر لالاف السنين للوراء، كما كانت في عهد الشدة المستنصرية، حينما أكل الشعب لحوم الحمير والقطط والكلاب ووصل الأمر لاصطياد الرجال النساء والأطفال من الشوارع وذبحهم وأكل لحومهم.

وهو سيناريو قابل للتكرار مع تزايد نسب الفقر والتعطل عن العمل وإغلاق المصانع والشركات، وغلاء المعيشة وتدهور قيمة الجنيه وانتشار الفساد والمحسوبيات والأزمات الاجتماعية والاقتصادية