وصف الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، جيش الاحتلال بأنه فاشل وجبان وليس لديه كفاءة، في تعليقه على اعتراف الأخير بأن 20% من جنوده وضباطه قتلوا في قطاع غزة بـ"نيران صديقة" منذ بدء المعارك البرية.
وأوضح الدويري -خلال تحليله العسكري لقناة الجزيرة- أنه إذا تبنى الرواية الإسرائيلية فإن "جيش الاحتلال ليست لديه القدرة على التمييز بين العدو والصديق، وتقوم طائراته ومدفعيته بقصف مناطق الاشتباك مما يؤدي إلى مقتل عناصره".
وشدد على أن هذا الأمر نقطة ضعف ووهن بالجيش الإسرائيلي وليس كما يقال عنه بأنه يتمتع بكفاءة عالية، مضيفًا أنه "يتمتع بمعدات متقدمة ولكن جنوده وضباطه فاشلون".
مقتل 20 جنديًا بنيران صديقة
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الثلاثاء، مقتل 20 جنديًا "بنيران صديقة" في قطاع غزة منذ بدء المعارك البرية أواخر أكتوبر الماضي.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن عدد قتلى الجنود بنيران صديقة في معارك غزة يمثل "خمس عدد الجنود الذين قتلوا خلال العملية البرية والذين أعلن الجيش الثلاثاء، ارتفاع عددهم إلى 111 بين ضباط وجنود".
ونقلت الإذاعة عن الجيش قوله إن "13 جنديًا قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي بعد أن جرى تحديدهم بالخطأ على أنهم مسلحون فلسطينيون".
وأوضحت أن "بعضهم أصيب بنيران من الجو، وبعضهم بنيران الدبابات، وبعضهم بنيران جنود المشاة".
وكشفت أن "أحد الجنود قتل نتيجة رصاصة طائشة أطلقها الجنود الإسرائيليون دون نية إصابته".
وتابعت: "كما قتل جنديان نتيجة حوادث دهس بالدبابات وناقلات الجند المدرعة".
وأردفت: "وقتل جنديان نتيجة إطلاق نار من رشاش على ظهر دبابة واثنان آخران، بشظايا ذخائر الجيش".
وبحسب الإذاعة، قال الجيش إن "عدد الضحايا يعود إلى مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك العدد الهائل من القوات في الميدان، ومدة القتال وطبيعته، والإرهاق، وعدم الانضباط العملياتي، ونقص التنسيق بين القوات، وأسباب أخرى".
واستدرك: "لكن خلاصة القول هي أن الحوادث العملياتية وحوادث إطلاق النار الثنائية هي أحداث كان ينبغي تجنبها في الغالبية العظمى".
خسارة 500 آلية عسكرية
في الجهة المقابلة، أشار الدويري إلى أنه إذا لم يأخذ برواية جيش الاحتلال فإنه يرى المشهد ترجمة فعلية لشدة الاشتباكات التي أدت إلى عدد كبير من القتلى لا يجرؤ على كشفها، إضافة إلى محاولة تل أبيب التغطية على قتلاه على يد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وعاد للتأكيد على أن رواية القسام ذات مصداقية أكثر من الطرف الآخر لكونها مدعمة بالفيديوهات وتظهر طرفي القتال، مؤكدا خسارة جيش الاحتلال 500 آلية عسكرية، بمعدل فرقتين مدرعتين، وفق المنظور العسكري.
وحول التطورات الميدانية، شدد الدويري على أن الاحتلال لم يستطع السيطرة كليًا على كيلومتر مربع واحد وإنما حقق تقدما في مناطق مختلفة شمالي القطاع وجنوبه ثم سرعان ما تراجع تحت وطأة المقاومة، في إشارة إلى الاشتباكات الضارية في حي الشجاعية ومخيم جباليا ومدينة خان يونس.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة "العدوان" الإسرائيلي على القطاع، إلى 18 ألفًا و412 شهيدًا و50 ألفًا و100 جريح منذ 7 أكتوبر الماضي.
وخلال مؤتمر صحفي، أفاد متحدث الوزارة أشرف القدرة بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 18.412 شهيدًا و50.100 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي".
وكانت الحصيلة السابقة التي تم إعلانها مساء الاثنين، تبلغ 18 ألفًا و205 شهداء و49 ألفًا و645 جرحى، معظمهم أطفال ونساء.
وقال القدرة إن "مرضى السرطان يفقدون حياتهم في مراكز الإيواء نتيجة خروج مستشفى الصداقة التركي للسرطان عن الخدمة، ونطالب الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان بإعادة تشغيل المستشفى وتوفير الحماية لها".
وأضاف أن "الطواقم الصحية رصدت 326 ألف حالة مصابة بالأمراض المعدية وصلت للمراكز الصحية من مراكز الإيواء" المختلقة في القطاع.
القدرة تابع أنه "خلال الساعات الماضية ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي 17 مجزرة وجرائم إبادة جماعية ممنهجة في كافة مناطق قطاع غزة، بما فيها مدينة رفح (جنوب) التي تدعي (إسرائيل) كذبًا أنها آمنة".
"وخلال الساعات الماضية أيضًا، وصل 207 شهداء و450 إصابة إلى المستشفيات، ولا زال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات"، بحسب المتحدث.
وإلى جانب الخسائر البشرية الهائلة، خلّفت الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة دمارا ضخما في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.

