تتواصل معارك عنيفة الخميس في قطاع غزة بين حماس والجيش الإسرائيلي، ومع اشتداد الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية المتزايد بفعل الإجرام الصهيوني، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأربعاء من "انهيار كامل وشيك للنظام العام" في قطاع غزة، مجددا دعوته إلى وقف إطلاق نار إنساني، ما أثار تنديدا من إسرائيل.

غير أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو أعلن أنّ دولته ستسمح بزيادة "بالحدّ الأدنى" لإمدادات الوقود إلى جنوب غزة بما يكفي "لتجنّب انهيار إنساني" وتفشي أوبئة في القطاع.

واستشهد 16248 شخصا على الأقل منذ بدء الحرب، أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال.

وأشار مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن مستشفيات شمال القطاع خرجت عن الخدمة، مشيرا إلى أن هناك أيضاً صعوبات في تشغيل جزء من مجمع الشفاء.

من ناحية أخرى قال الكاتب في صحيفة “الجارديان” سايمون تيسدال، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن نادم الآن على الدعم القوي الذي منحه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعليه التحرك قبل أن يفوت الأوان. وقال إن الهجوم على غزة لا يضر فقط بمصالح الولايات المتحدة والغرب، ولكنه يحمل مخاطر زعزعة استقرار الشرق الأوسط.

وقال تيسدال: “جو بايدن لديه مشكلة اسمها بنيامين نتنياهو، وكيف يتعامل معها أمر ملح جدا مع مرور كل يوم دموي ووحشي. وتتعلق حياة آلاف الفلسطينين على هذا السؤال وإجابته. وكذا أيضا، الآمال بوقف هذه الحرب التدميرية الضخمة ومنع انتشارها من غزة والتقدم نحو سلام دائم”.

ويعلق الكاتب أن القصف الذي أمر به رئيس الوزراء الإسرائيلي في مرحلة ما بعد الهدنة، والغزو البري لجنوب غزة، يتشكل ليصبح أكثر “جهنمية” بحب تصريحات مسؤول في الأمم المتحدة. ولدى الرئيس الأمريكي أوراق نفوذ تمكنه من الأخذ على يده، وهي ليست متوفرة للأوروبيين والقادة العرب و”يجب على بايدن أن يقود”.

فقد كان من الواضح قبل هجمات حماس في 7 أكتوبر، أن بايدن ونتنياهو لم يكونا يتحدثان معا تقريبا. وتم حجب الدعوة التقليدية لنتنياهو كي يزور البيت الأبيض بعد فوزه في انتخابات الخريف السابقة، والتي جلبت حكومة اليمين المتطرف إلى إسرائيل.

وكان السبب الرئيسي وراء هذا، هو عدم ارتياح بايدن من السياسات المتطرفة والمعادية للفلسطينيين التي تتبناها الحكومة الجديدة، خاصة في الضفة الغربية المحتلة. وعندما نفذت حماس هجومها، نحّى بايدن الخلافات جانبا، و” وكان خطؤه وربما الخداع الذاتي المتعمد، هو اعتقاده أن نتنياهو هو من نفس معدنه” أي قلب طيب وصادق، كما يصف الكاتب بايدن هنا.

واقترح بايدن مباشرة حزمة مساعدات من 14 مليار دولار لإسرائيل، ونشر حاملات طائرات في البحر المتوسط، وسافر إلى تل أبيب وألقى خطابا عاطفيا وقدم تعازيه وتعاطفه مع الإسرائيليين، وكل هذا غريب على نتنياهو.

إلا أن هذا التعبير عن الدعم غير المشروط، فسره نتنياهو بأنه “صك أبيض” لعمل ما يريد لملاحقة حماس في غزة. وكان إنجازه الوحيد حتى الآن في ضوء عدم هزيمة حماس، هو ذبح غير مسبوق للفلسطينيين، حيث وصل العدد حتى الآن إلى أكثر من 16000 شخص.