يدور في الإعلام العبري حديث عن إغراق الأنفاق التي تستخدمها كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية كوسيلة لإنهاء الحركة وتعطيل عملياتها العسكرية، وصدق جيش الاحتلال وحكومتة الصهيوني بنيامين نتنياهو تشنيع الإعلام الصهيوني حيث أعرب رئيس هيئة الأركان الصهيونية عن أن "إغراق الأنفاق بالمياه "فكرة جيدة" وكل قيادة حماس مستهدفة وسنصل إليها".
وفي 29 نوفمبر الماضي، أشار (ديفيد إجناتيوس) في مقال بصحيفة (واشنطن بوست) الامريكية نقلا عن قادة عسكريين إسرائيليين إلى أنهم وجدوا في الأنفاق التي عثروا عليها فخاخ وأبواب فولاذية ثقيلة تعرقل دخول الروبوتات والطائرات دون طيار، ولذا يوجد تفكير في استخدام مياه البحر المتوسط في إغراق الأنفاق بواسطة مضخات كبيرة.
الإعلامي الصحفي الأردني ياسر أبوهلالة قال: "إن حديث "اجناتيوس" كان أول مرة يقرأ عن خطة إغراق الأنفاق بمياه البحر"، وعبر @abuhilalah أضاف، "استغربت كيف إن كاتبا يتدخل في خطط عسكرية بمقال يضع اسمه عليه ،تكشف WSJ إنً الفكرة جاهزة للتنفيذ مع تحذيرات من مخاطرها على مستقبل غزة التي ستلوث مياهها الجوفية".
وتساءل "أبو هلالة"، ".. هل يمكن أميركيا أو أوروبيا محاكمة رفع قضية على اجناتيوس بتهمة الدعوة لارتكاب جريمة حرب تؤدي إلى قتل الأسرى والمقاتلين وتدمير النظام البيئي المائي لأكثر من مليوني شخص؟".
وعبر حديث "أبو هلالة" وآخرين عن أن صب مياه البحر بكميات كبيرة في الانفاق تحت المدينة بما فيها المباني تعتبر جريمة كبرى من ضمن جرائم "إسرائيل" تجاه الفلسطينيين والقصد منها القضاء على نوعية المياه الجوفية القليلة اصلاً في غزّة ، حتى تصبح المنطقة غير قادرة على الحصول على مياه جيدة وغير صالحة للحياة في النهاية.
وقال الناشط الغزاوي أدهم أبو سلمية @adham922 إن "تهديد رئيس هيئة الأركان الصهيوني بإغراق أنفاق #غزة بمياه البحر تُعبر عن العقلية الفاشية التي تسكن عقول هؤلاء المجرمين، كما أنها تعكس حجم العجز والفشل الذي يعيشه قادة العدو..". مضيفا، "جيد أن يتذكر هؤلاء القتلة أنهم فعلوا كل شيء على مدار 75 عاماً للقضاء على الشعب الفلسطيني وفشلوا، لكن شيئاً واحداً صحيحاً هو ما يجب أن يفعلوه وهو الرحيل من أرضنا..".
خبير "سكاي نيوز"!
قناة "سكاي نيوز عربية" التي تنطلق من الإمارات نقلت عن الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء سمير فرج، أن إغراق أنفاق غزة بالمياه أمر ممكن من الناحية النظرية، لكن وبشكل عملي لن تنجح بسبب صعوبات ومعوقات لا يمكن تجاهلها.
وأضاف "اللواء فرج" أن أبرز التحديات التي تواجه تنفيذه هذه الفكرة هي:
- الحذر الشديد عند إغراق الأنفاق بسبب احتمال وجود بقية المحتجزين فيها، وبالتالي فإن إغراق الأنفاق سيعرض أرواحهم للخطر.
- هناك صعوبة في ضخ المياه بالأنفاق في ظل اشتعال القتال، وهو ما يتطلب السيطرة على منطقة بها أنفاق وتأمينها ثم الشروع في ضخ مياه البحر بها.
- الأنفاق في غزة مصنوعة من الخرسانة المسلحة، وهو ما يتطلب ضخ المياه بداخلها، وهو أمر صعب في ظل عدم امتلاك إسرائيل خرائط كاملة لها، وقد نجحت مصر في استخدام المياه للتخلص من الأنفاق في رفح المصرية لكنها كانت أنفاقا رملية تسببت المياه في إغراقها وهدمها في النهاية، وهو ما لا ينطبق على طبيعة أنفاق غزة التي تم إنشائها بالخرسانة المسلحة.
- العملية لن تكون من جانب واحد، فحركة حماس ستتخذ إجراءات مضادة مثل عزل الأنفاق التي تم ضخ المياه فيها، وإقامة حواجز تمنع تدفق المياه داخل النفق.
- ستعمل حركة حماس على إغلاق مسار النفق المستهدف من جانبها، مما يعرض العملية برمتها للفشل.
- لم تنجح إسرائيل في تدمير الأنفاق من خلال القنابل الاهتزازية بسبب عدم معرفتها بأماكن هذه الأنفاق، ثم استخدمت القنابل الإسفنجية التي تطلق رغوة لسد الأنفاق وفشلت في ذلك أيضا.
- أعتقد أن عملية ضخ المياه لإغراق الأنفاق مهددة بالفشل أيضا بسبب عدم فهم طبيعة هذه الأنفاق ومساراتها المعقدة، والصعوبات الكبيرة التي تكتنف هذه العملية.
كيفية التخلص
ومن ناحية أخرى استعرض المفكر التركي محمد جانباكلي عبر (أكس) كيف يمكن أن يتخلص جيش الاحتلال من أنفاق المقاومة؟.
وأوضح أن ذلك يتم بعدة طرق
1- استخدام القنابل الخارقة للتحصينات
لن تجدي نفعًا لأن عمق الأنفاق قد تصل إلى 80 مترًا أو تزيد.
2- استخدام الروبوتات
لن تنفع لأنها ستتعطل بالداخل وتفقد الاتصال اللاسلكي بها.
3- استخدام الكلاب بتثبيت الكاميرات على رؤوسها
لن تنفع لأن الأنفاق مفخخة من الداخل، وبمجرد دخول الكلب سينفجر فيه اللغم.
4- إدخال القوة من الجيش الإسرائيلي بعد إدخال الكلاب
هذا عمليًا مستحيل مع جيش البامبرز.
5- استخدام الكيماوي
لن يجدي لأن تصميم الأنفاق يضم عوازل ومعظمها غير متصلة ولديها مخارج ومداخل متعددة
6- إغراق الأنفاق بالمياه المالحة
غير فعالة لأن الأنفاق فيها بوابات إغلاق وتصميم يشبه شبكة العنكبوت
ومن ناحية أخرى هذا قد يتسبب في قتل مباشر للأسرى، وهو ما لا يريده نتنياهو حيث ستتعرض حكومته لضغوط داخلية شديدة.
7- إغلاق الأنفاق برمي قنابل مخصصة تتحول مع الانفجار لمادة خرسانية صلبة تغلق المدخل
وهذه أيضًا غير فعالة لأن لكل نفق عدة مداخل ومخارج، كما أن المقاومة لديها متفجرات يمكنها أن تفجر هذه المادة الخرسانية على المدخل بسهولة.
8- الحل الوحيد الفعال والوحيد والممكن
هو دخول جنود الاحتلال الأنفاق وقتال المقاومة فيها
https://twitter.com/KhaledSafi/status/1731916599748129034
حماس استعدت
ومن جانب آخر، كشف الخبير العسكري العقيد الأردني المتفاعد محمد المقابلة إن التقارير الاخبارية المتعلقة بنية الاحتلال إغراق الانفاق في قطاع غزة بمياه البحر المتوسط تأتي ضمن أفكار الحرب النفسية.
وفي مقابلة مع "قدس برس" أشار إلى أن العدو الصهيوني يستخدم الحرب النفسية ضد المقاومة، وضد الأهل في غزة من خلال الحديث في كل مرة، عن خطط وأدوات سوف يستخدمها لإبطال فعالية المقاومة وإحباط أنفاقها.
وأوضح أنه منذ شهرين والاحتلال عاجز عن اكتشاف عيون الانفاق الرئيسية، بالرغم من امتلاكه أجهزة حساسة، وكل ما اكتشفوه عيون أنفاق فرعية، وغالبا ما تكون مفخخة وحديث الاحتلال السابق عن ادخال الغاز لفوهات الانفاق لقتل المقاوموين أسهل عليه من استخدام المياه، ولكنه على مدار شهرين لم يفعل أي شئ لأنه يعرف حقيقة الانفاق وأنها غير متصلة وأن فكرة اغراق الانفاق بالمياه غير واقعية..
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية نقلت عن المسؤولين الصهاينة قولهم إنهم أقاموا 5 مضخات على بعد ميل تقريبا إلى الشمال من مخيم الشاطئ للاجئين، يمكنها نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة وإغراق الأنفاق في غضون أسابيع.
وأفاد التقرير بأنه لم يتضح ما إذا كانت إسرائيل ستفكر في استخدام المضخات قبل إطلاق سراح جميع المحتجزين.
الصحيفة لفتت إلى أن تل أبيب أبلغت الولايات المتحدة بهذا الخيار الشهر الماضي، مضيفة أن المسؤولين لا يعرفون متى ستشرع تل أبيب في تنفيذ تلك الخطة.

