يتقدم وكيل نقابة الصحفيين الأسبق الصحفي خالد البلشي (يساري)، بأوراق ترشحّه الاربعاء للمنافسة على منصب نقيب الصحفيين، خلال انتخابات التجديد النصفي لمجلس النقابة، التي ستجري في 3 مارس المقبل وتعاد بعدها في 17 مارس.

وصباح اليوم الأربعاء، وهو آخر أيام تلقي طلبات الترشيح، حيث يصل عدد المرشحين على مقعد النقيب إلى 11 صحفيًا، أبرزهم وكيل النقابة ورئيس تحرير جريدة الأخبار الحكومية خالد ميري، المقرّب من دوائر السلطة، والذي لا يُخفي تأييده لسياسات النظام السياسي الحاكم.

ونشر البلشي بيانًا على صفحته على "فيسبوك"، بعنوان "استعادة نقابتنا ووقف نزيف الخسائر"، قال "إن ترك الساحة خالية هو الذي يرسخ للصور المعلبة، ويرسخ لحالة استفراد شخص أو مجموعة بعينها بمصير جموع الصحفيين، بدلًا من إعادة الاعتبار للجمعية العمومية ورقابتها على تصرفات النقيب والمجلس وضبطها".

وأكد كذلك ضرورة أن "يشعروا (النقيب والمجلس) أن الجمعية هي من أتت بهم وليس أطرافًا خارجها وعبر تنافس حقيقي يلزمهم جميعا بمراعاة أصحاب الحق والفضل في اختيارهم".

بيان البلشي الذي نبّه إلى أن الأهم هو "ضرورة وجود معركة حقيقية" خلال انتخابات النقابة، يتفق مع حديث عضو سابق في مجلس النقابة أوضح أن تيار المعارضة داخل النقابة المعروف باسم "تيار الاستقلال"، قرر التراجع عن قرار ترك المنافسة على مقعد النقيب، الذي توصل إليه قبل يومين، وأسماه التيار بـ"الخيار زيرو"، أي "عدم المنافسة على مقعد النقيب كـ"فعل احتجاجي ضد ما آلت إليه المهنة والنقابة معًا".

وسبق أن ترأس البلشي لجنة الحريات بنقابة الصحفيين خلال عضويته في المجلس، في الفترة من 2013 حتى 2017، وعُرف بمواقفه المؤيدة لحرية المهنة والمناهضة لكبت الحريات وحبس الصحفيين.

وقالت اللجنة المشرفة على تقديم أوراق طلبات الترشح لانتخابات التجديد النصفي لمجلس نقابة الصحفيين، إن المرشحين لمنصب نقيب الصحفيين هم؛ محسن هاشم، وياسر مصطفى إسماعيل وعلى الجمال وسيد الإسكندراني، وأحمد عبد السلام، وعبده المغربي، وطلعت هاشم، ونعيمة راشد، ومحمد مغربي، وخالد ميري.

خالد ميري

دفع جهاز الأمن الوطني بخالد ميري، لانتخابات الصحفيين في مقعد نقيب الصحفيين، بديلا عن ضياء رشوان النقيب الحالي، والذي تنتهي ولايته (مدتين بحسب القانون)  في مارس 2023، ويتولى "رشوان" عدة مناصب تضع الأجهزة الأمنية فيه ثقتها المطلقة، كرئيس الهيئة العامة للاستعلامات التابعة لمؤسسة "الرئاسة"، ومقدم برامج على فضائيات "المتحدة".

وخالد ميري، 51 عاما، هو وكيل نقابة الصحفيين ورئيس تحرير صحيفة الأخبار الحكومية، وتقدم قبل يومين بأوراق ترشحه لمنصب نقيب الصحفيين، خلفاً لضياء رشوان، في الانتخابات المرجح إجراؤها في 17 مارس المقبل.

وقال صحفيون إن ميري له علاقات قوية مع الأمن الوطني (أمن الدولة سابقاً) التابع لوزارة الداخلية، منذ أن كان محرراً يغطي ملف القضاء قبل اندلاع الثورة في 25 يناير 2011، وقد رقي إلى منصب مدير تحرير صحيفة الأخبار عقب الانقلاب العسكري في يوليو 2013، وتولى منصب رئيس التحرير بقرار من عبد الفتاح السيسي عام 2017.

ويقدم خالد ميري منذ أكتوبر 2021، برنامجاً أسبوعياً اسمه "كلمة السر" على قناة صدى البلد، المملوكة لرجل الأعمال والنائب المعروف محمد أبو العينين.

وكان أبرز أهداف البرنامج تأكيد تصريحات السيسي بتصريحات مماثلة، فعبر برنامج قال إن "الشرطة والجيش كان مخطط هدمهما في 25 يناير"، وهو نفسه ما صرح به السيسي طعنا في ثورة 25 يناير.

وكان ميري ضمن وفد من اتحاد الصحفيين العرب التقى السيسي، في 5 فبراير الحالي، بدعوى مناقشة سبل تعزيز الدور الحيوي للصحافة العربية في مواجهة الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي. 

ولكن استعدادا لترشحه للمنصب، تمت ترسية منصب الأمين العام للاتحاد في الانتخابات التي أجريت في مايو 2016 عليه في مؤتمر الصحفيين العرب الذي عقد بتونس.

ومنصب نقيب الصحفيين، والذي كان أبرز من فاز فيه إبان ثورة يناير؛ صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام السابق بحكومة الرئيس محمد مرسي وممدوح الولي رئيس تحرير صحفية الأهرام والصحفي الاقتصادي المعروف.

وكان لافتا أن ميري يحاول أن يكسب من صفوف معارضي النظام، فمع يوم ترشحه كتب على حسابه في "فيسبوك" عزاء للزميلة منال عجرمة (المعتقلة بسجن القناطر لآرائها المعارضة للسلطة) في وفاة والدها وهي في طريقها من سجن القناطر إلى منزلها لحضور عزاء والدها ومواساة والدتها الشكر لمعالي النائب العام ومؤسسات الدولة..

وعجرمة (61 عاماً) ضمن قائمة تضم 15 صحافياً نقابياً معتقلاً في مصر، من بينهم 7 صحافيين أُلقي القبض عليهم منذ بدء جلسات الحوار الوطني في إبريل 2022، علاوة على عدد آخر كبير من الصحافيين غير المسجلين في جداول القيد في نقابة الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام والتصوير.

وخالد طه ميرى عبد الرحمن (من مواليد 15 يوليو 1972م بمحافظة المنيا، مركز ديرموس نزلة البدرمان)، حصل على بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة قسم الصحافة تقدير عام جيد.

وكان لافتا سرعة عمله في صحيفة الأخبار في يناير 1994 وهو طالب بالسنة الرابعة في الكلية، أما الافت أكثر فهو في سرعة تعيينه، في أبريل 1996!

ونقابيا، أختير رئيسا للجنة الإسكان عام 2013 ثم اختياره امينا لصندوق النقابة 2015 عضوا بمجلس النقابة ليستمر اختياره وكيل أول للنقابة ورئيسا للجنة القيد.

نقابة الصحفيين

وتأتي الانتخابات المقبلة في ظل سيطرة الانقلاب على النقابة من خلال النقيب ضياء رشوان، الذي يتولى مناصب حكومية منها رئيس هيئة الاستعلامات والمنسق العام لما يسمى "الحوار الوطني".

واقتحمت الداخلية نقابة الصحفيين في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ النقابة في 2016، والفت القبض على الزميلين عمرو بدر (عضو مجلس النقابة الحالي) ومحمود السقا، على خلفية مواقفهما المعارضة للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير.

ووعد خالد ميري الصحفيين بزيادة بدل التكنولوجيا بعدما زاده ضياء رشوان في أغسطس الماضي إلى 3000 جنيه.

وانتخابات التجديد النصفي هي انتخابات دورية تُنظّم كل عامين، يُجدد فيها نصف أعضاء مجلس النقابة البالغ 12 عضوًا بالإضافة إلى النقيب، الذي تحق له المنافسة لفترتين متتاليتين فقط.