09/06/2010م
أعلن سياسي وخبير قانوني ألماني شارك في أسطول الحرية عزمه رفع دعوى أمام القضاء الألماني ضد دولة الكيان الصهيوني لهجوم قواتها البحرية على سفن الأسطول وقتل وجرح متضامنين كانوا على متنها.
وقال البروفسور نورمان بيش أستاذ القانون الدولي بالجامعات الألمانية -في مقابلة مع الجزيرة نت- إنه سيسعى لجعل مقاضاة دولة الكيان الصهيوني أمام المحاكم الألمانية، مقدمة لرفع دعاوي عليها أمام القضاء الدولي.
وشارك بيش (72 عاما) وهو نائب سابق مثل حزب اليسار المعارض بلجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، بعد زيارته الأخيرة لقطاع غزة في أكتوبر الماضي، في أسطول الحرية برفقة زميلتيه في الحزب النائبتين أنجه هوغر وآنيته كروت، مع نحو سبعمائة متضامن دولي.
وبعد الهجوم الصهيوني على سفن الأسطول اقتاد جنود البحرية الصهيونية بيش والنائبتين الألمانيتين إلى ميناء أسدود وهم مكبلون بالأصفاد، حيث أطلق سراحهم في اليوم التالي للمجزرة التي ارتكبت بحق المتضامنين.
وأكد أستاذ القانون الدولي أن ما قام به سلاح البحرية الصهيونية من هجوم على سفن أسطول الحرية المدنية في المياه الدولية بأعالي البحار يمثل جريمة حرب من وجهة نظر القانون الدولي.
لكنه أوضح أن عدم توقيع إسرائيل على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية يحول دون جلبها للمساءلة أمام هذه المحكمة.
ولذلك فإن تركيا بصفتها الدولة التي كانت أغلب سفن أسطول الحرية التي تعرضت للهجوم الصهيوني ترفع علمها ومعظم المتضامنين القتلى والجرحى يحملون جنسيتها، يمكنها تحريك مجلس الأمن الدولي ليحث المحكمة الجنائية الدولية على فتح تحقيق في المجزرة الصهيونية بالبحر المتوسط.
واعتبر بيش ادعاء الحكومة الإسرائيلية أن جنودها كانوا في حالة دفاع عن النفس ضد هجوم المتضامنين هو كذب وقلب للحقائق.
وقال إن ما جرى هو أن قوات البحرية الصهيونية ألقت أولا قذائف على السفينة مرمرة ثم هجم جنودها عليها من القوارب المطاطية والمروحيات، وهم مدججون بأسلحة متطورة كالبنادق والرشاشات الآلية والعصي المطاطية المكهربة.
ورأى أستاذ القانون الدولي أن البحرية الصهيونية ارتكبت عملا مناهضا للقانون الدولي وحقوق الإنسان وجريمة حرب، وقال "لم يطلب الجنود الصهاينة تفتيش السفينة مرمرة، وهجموا عليها دون سابق إنذار، وأطلقوا الرصاص مباشرة على المتضامنين فوق سطحها، فهل هذا دفاع عن النفس؟".
وذكر البروفسور نورمان بيش أن الاستخبارات الصهيونية (الموساد) راقبت على مدار الساعة عملية شحن سفن أسطول الحرية في إيرلندا وأثينا وإسطنبول وكانت متأكدة من عدم وجود أسلحة فوقها.
ويؤكد بيش ما قاله بأن التفتيش الإسرائيلي في ميناء أسدود لم يتمكن من العثور على قطعة سلاح واحدة على السفن الست.
وشدد على أن القافلة سعت لتحقيق هدفين أولهما إنساني وهو إيصال المساعدات المعيشية والإنسانية الضرورية التي منع الكيان دخولها لغزة المحاصرة، وثانيهما سياسي وهو كسر الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني تمهيدا لرفعه نهائيا.
وخلص السياسي الألماني الذي قدم عشرين سنة من حياته للدفاع عن القضية الفلسطينية إلى أن الردود الدولية على الهجوم الصهيونية على أسطول الحرية، أظهرت أن المجتمع الدولي عازم على رفع إزالة حصار غزة في المنظور القريب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: الجزيرة

