13/04/2010
نافذة مصر / المصريون
حذر شلومو جازيت - الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية بالكيان الصهيوني - الإدارة الأمريكية من مغبة التدخل في الشأن المصري أو الضغط على القاهرة لانتهاج الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مما قد يؤدي إلى سقوط النظام المصري كما حدث مع شاه إيران - على حد تعبيره.
واستند في نصائحه إلى المخاوف من أن يؤدي تدخل واشنطن في سير الانتخابات المقررة العام القادم إلى إسقاط النظام المصري الحاكم حاليًا، معبرًا عن توجه صهيوني يدعم بشدة الإبقاء على نظام الحكم الحالي في مصر، تخوفًا من تأثيرات ضارة على العلاقة بين الجانبين في حال وصول نظام حكم جديد، رغبة في الحفاظ على حالة الاستقرار التي حققها الرئيس حسني مبارك - بين الطرفين - منذ وصوله إلى الحكم قبل نحو 30 عامًا.
وشاطر جازيت الناطق باسم الخارجية المصرية الرفض، قائلاً في مقال نشره موقع "نيوز وان" الإخباري الصهيوني أمس، تحت عنوان "تدخلات خطيرة"، إن الضغوط والتدخلات التي تقوم بها الإدارة الأمريكية في شئون مصر لن تؤدي إلى الديمقراطية أو تحققها للمصريين، محذرًا من أنه بل على العكس تمامًا قد تؤدي هذه الضغوط إلى زعزعة استقرار الحكم بالقاهرة.
واعتبر المسئول الصهيوني الأسبق أن العام القادم "سيحدد مصير الدولة المصرية ونظام حكمها وسياستها خلال الأعوام المقبلة".
وأضاف أن الرئيس مبارك الذي يحكم مصر منذ 29 عاما سيحتفل العام القادم بعيد ميلاده الثالث والثمانين بينما حالته الصحية تضع علامات تساؤل واستفهام عن قدرته ونيته العودة للحكم والدخول في سجال الانتخابات الرئاسية. وأشار إلى أن مقربون من النظام يؤكدون أن مبارك يعد نجله جمال لوراثة الحكم في مصر.
وتابع: سمعنا هذه الأيام عن مطالب وجهتها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية للنظام المصري دعت فيها مصر لإتاحة الفرصة للمسيرة الديمقراطية في الانتخابات القادمة والتنافس فيها، والامتناع عن أي محاولة للتأثير على تحديد قائمة المرشحين النهائيين لوظيفة الرئيس، لافتا أن القاهرة ردت على هذه المطالب بإجابة واضحة وفورية، هي عدم التدخل بالشئون الداخلية المصرية".
واستدرك قائلا: يمكننا تبرير التحذير الأمريكي للقاهرة كما يمكننا الاعتقاد أن ما يفعله مبارك ورغبته في تتويج نجله رئيسا جديدا للبلاد، هو نموذج واضح ومتطرف لمحاباة الأقارب والمحسوبية، لكن برغم ذلك علينا أن نفهم أن الرد المصري السريع واللاذع ليس دعوة لواشنطن بعدم التدخل في الشئون الداخلية للقاهرة فقط وإنما يعبر عن خوف حقيقي من تداعيات ونتائج هذا التدخل الأمريكي.
ورأى أن التجربة الأمريكية فيما يتعلق بمحاولة فرض الديمقراطية على دول وأنظمة الحكم بالشرق الأوسط تتسم بالمرارة، لافتًا إلى أنه قبل أكثر من 30 عاما ضغطت واشنطن على رضا بهلوي شاه إيران الأسبق وطالبته بعدم قمع الرأي العام والمعارضة الإيرانية، وهو ما فعله مما أدى في النهاية إلى تصاعد نفوذ الإمام الخوميني وإسقاط حكم الشاه وطرده من بلاده.
وحذر المسئول الصهيوني الاستخباري الأسبق من أن التدخل الأمريكي في الشئون المصرية لن يؤدي أبدا إلى تحقيق الديمقراطية بل على العكس سيؤدي إلى زعزعة نظام الحكم هناك، بل وهناك احتمال أن يسقط النظام المصري الحاكم مما يؤدي لزعزعة الاستقرار بالمنطقة، وما لذلك من تأثيرات على اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب ومنظومة العلاقات بين تل أبيب والأطراف الأخرى بالمنطقة، وختم قائلا: نحن نضم أصواتنا لصوت القاهرة المتجه لواشنطن ونشجب تدخل واشنطن الزائد عن الحد والخطير في الشأن المصري.

