موجة من الجدل العارم على منصات وسائل التواصل فجرتها تصريحات الممثل ياسر جلال، عضو مجلس الشيوخ، بسبب كلمته أناء تكريمه في ختام الدورة الثالثة عشر من مهرجان وهران السينمائي بالجزائر، مساء الأربعاء الماضي.
شرارة الجدل التي اشتعلت ولم تنطفئ جذوتها حتى الآن اندلعت في أعقاب تصريح جلال على منصة التكريم، قائلاً: "والدي حكى لي قصة وقد رويتها من قبل في لقاء تلفزيوني، قال لي إنه بعد نكسة 67 ظهرت شائعة أن إسرائيل تخطط لإنزال جنود في ميدان التحرير لتنفيذ عمليات تخريبية، وأن الجزائر أرسلت قوات صاعقة لتأمين الميدان ومنطقة وسط البلد وحماية المواطنين من رجال وسيدات".
وما إن تم تداول تصريحاته المثيرة للجدل حتى سارع رواد التواصل الاجتماعي، وإعلاميون وباحثون مصريون إلى تفنيد ادعاء جلال حول الاستعانة بقوات جزائرية عقب نكسة 67، وهي الرواية التي لم يتم الإشارة إليها من قبل على لسان أي من المسؤولين العسكريين في مصر والجزائر.
الصاعقة الجزائرية ابنة للصاعقة المصرية
وقالت الكاتبة والباحثة شيرين هلال في حسابها عبر منصة "إكس": "حد يقول للنجم ونائب مجلس الشيوخ ياسر جلال إن جهاز الصاعقة الجزائري اتأسس على إيد المصريين الفريق أول محمد فوزي واللواء رجائي عطية!".
وأضافت: "الصاعقة الجزائرية ابنة للصاعقة المصرية مش العكس، واللي ميعرفش تاريخ بلاده يسأل ويتعلم مش عيب. مش عشان واخد جايزة من الجزاير يطلع يقول اي كلام مجاملة. رجالة مصر مكانوش مستنيين الصاعقة الجزائرية تدخل تحمي ميدان التحرير في القاهرة وتغطي عيالنا وهما نايمين لامؤاخذة".
العين متعلاش على الحاجب😡
— Sherin Helal (@sherinhelal555) November 9, 2025
حد يقول للنجم ونائب مجلس الشيوخ ياسر جلال
ان جهاز الصاعقة الجزائري اتأسس على إيد المصريين
الفريق أول محمد فوزي واللواء رجائي عطية!
الصاعقة الجزائرية ابنة للصاعقة المصرية مش العكس، واللي ميعرفش تاريخ بلاده يسأل ويتعلم مش عيب. مش عشان واخد جايزة من… pic.twitter.com/I6Ucki1vSH
عديم الثقافة
فيما اعتبر أحمد سمير الإعلامي بقناة مكملين، أن ما ورد على لسان جلال "تزوير في التاريخ (...) اخترع موضوع محصلش في التاريخ علشان يجامل جمهور الجزائر اللي كرمه في مهرجان الأفلام العربية في وهران". وعلق قائلاً: "دي نوعية اللي بيختارهم النظام. لا فهم ولا ثقافة المهم ينفذوا الأوامر ويمجدوا ف النطع اللي حاكم. بلاش المشخصاتية يتكلموا في السياسة. ارحمونا. ومع حبنا لأهلنا في الجزائر. بس محدش حمى مصر غير أهلها".
تزوير في التاريخ قام بيه ياسر جلال الممثل وعضو مجلس الشيوخ اللي عينه السيسي.
— Ahmed Samir - أحمد سمير (@A_SAMIR_1) November 9, 2025
اخترع موضوع محصلش في التاريخ علشان يجامل جمهور الجزائر اللي كرمه في مهرجان الافلام العربية في وهران.
دي نوعية اللي بيختارهم النظام. لا فهم ولا ثقافة المهم ينفذوا الأوامر ويمجدوا ف النطع اللي حاكم.… pic.twitter.com/ZIW5bj3Qtp
تسجيل نادر لـ عبدالناصر يكذب جلال
واعتبر الكاتب والصحفي خالد محمود في تعليقه عبر منصة "إكس"، أن تصريحات جلال هي "محاولة يائسة لإرضاء الجمهور المضيف"، من خلال رواية "قصة مزعومة من وحى من خياله المريض".
وأضاف: "هذه "القصة" ليست سوى كذبة صارخة، تُشوه تاريخ مصر وتهين جيشها وشعبها، بعدما تحولت المنصة السينمائية إلى مسرحية رديئة، لعب فيها جلال دور "محترف الكذب".
ورأى أن "ما جرى ليس مجرد زلة لسان، بل محاولة تتتعمد وعن جهل قلب الحقائق فإن التاريخ يروى قصة الحقيقة على لسان ناصر الذى مازال حيًا فى عقول الكثيرين من مواطنيه".
واستشهد محمود بتسجيل تلفزيوني نادر للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، قال فيه نصًا: إن "الجزائر بتبعد، مش بس الجزائر، بومدين بيبعد! يعني بومدين الراجل مش عايز يدفع مليم. يعني يدفع مليم يعني ياخد يشوف دفاتر الميزانية بتاعتنا، وكنا ندفع له قد إيه كل سنة. بس ما دفعناش مليم، وعايز نطلب منه – والله لو جوعنا ما نطلب!"..
ثم يضيف: "عندما دمرت إسرائيل معامل التكرير المصرية الكبرى في السويس عرضت مصر تسديد ديونها بالبترول مجاناً، أو بالعمل الحر لكن بومدين رفض" !!.
وتابع: "قلنا له دينا باتفاقية الدفع، لنا فرضة عندهم عشرة مليون جنيه. قلنا لهم: ادفعوه في الوقت الحالي. قالوا لا، في اتفاقية بأنه بندفع كل سنة!" .
وأوضح الكاتب الصحفي أن "كلمات ناصر ليست مجرد رواية؛ هي صفعة لكل من يزيف التاريخ، وبأنه ليس سلعة للبيع على منصات التكريم وبأن مصر كانت الداعم الأول للثورة الجزائرية، لكن الوفاء ليس دائمًا متبادلاً".وتابع: "نحن لا ننتظر اعتذار جلال، أو اعتزاله "التمثيل"، بل ننتظر قرار إقالته من الرئيس الذى عينه عضوًا فى مجلس الشيوخ، فى لحظة غابرة لا تليق بهذا الشعب ، بعظمته وتاريخه وصبره قوة احتماله..".
كذبة على منصة التكريم:
— khaled mahmoued (@khaledmahmoued1) November 9, 2025
ياسر جلال يقلب التاريخ رأساً على عقب.. و"الزعيم" عبد الناصر يفضح الحقيقة !
بينما كان يُفترض أن تكون احتفالية بالقوة الناعمة المصرية، تحولت منصة مهرجان وهران السينمائي إلى ساحة للكذب التاريخي، حيث ألقى الفنان المصري ياسر جلال، عضو مجلس الشيوخ المعين بقرار… pic.twitter.com/47iscW0sz3
مجاملة غير مقبولة
وإلى ذلك، أشار محمود بدر، عضو مجلس النواب السابق، قائلاً إن ما ذكره جلال "مش بس مغالطة تاريخية كبري لا الجزائر بعتت حد حمي ميدان التحرير ولا في أي حد ذكر الكلام ده في أي كتاب وحتي كلام الزعيم عبد الناصر عن الجزائر كان كله مرارة وأسى عن مزايداتهم الرخيصة على مصر".
وأضاف: "لكن كمان لا يليق يطلع من فنان مصري وطني ولو عايز يجامل بلد بتكرمه فيجاملها بكلام كتير أوي بس بعيد عن مصر وتاريخها وبعيد عن ستاتها ورجالتها".
الفنان ياسر جلال بيتكرم في مؤتمر وهران في الجزائر وطبعا التكريم باعتباره فنان "مصري" وجزء من قوة مصر الناعمة
— محمود بدر (@ma7mod_badr) November 8, 2025
لكن للأسف سقط سقطة كبيرة جدا لما وقف يتكلم وقال نصا
" والدي حكالي ان بعد حرب ٦٧ زمان طلعت اشاعة ان اسرائيل هتعمل انزال في ميدان التحرير وتعمل عمليات تخريب فالجزائر بعتت… pic.twitter.com/UCH3SvBoj9
ثقافة فنانين
أما المنتج محمد العدل فسخر مما قاله جلال باعتباره يعكس أزمة الجيل الحالي من الفنانين في مصر، قائلًا: "عندنا أزمة في ثقافة فنانين هذا الزمن إلا من رحم ربى ويعدوا على الصوابع، ما تعملوا للفنانين كورسات.. دروس يقرأ كام كتاب كل سنة، بلاش كل أسبوع أو كل شهر".وأضاف عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك": "شوفوا الخيبة اللى بقينا فيها، تخيلوا ده مكان نور الشريف، ومحمود يس، وأحمد زكي، وعادل إمام، وغيرهم كتير".
رد جلال على مهاجميه
لكن جلال بدا على الرغم من كل ذلك متمسكًا بروايته المثيرة للجدل في مهرجان وهران السينمائي، قائلاً في مقطع فيديو عبر صفحته على "فيسبوك": إن الدول العربية والجزائر أرسلت قوات رمزية لمصر بعد حرب 1967، "هذا أمر معروف ولا أحد ينكره، أرجوكم لا تلتفتوا للتعليقات السلبية، الأدوار معروفة والمقامات محفوظة، نتذكر دور الرئيس هواري بومدين في دعمه لمصر، والرئيس جمال عبد الناصر في دعمه للثورة الجزائرية".

