30 / 3 / 2009
كشف مركز الدراسات الدولية في تورنتو عن شبكة تجسس صينية تهدف الى التسلل الى الوزارات والسفارات وبعض الاماكن الحساسة فى اكثر من مائة دولة، ويعد ذلك أحدث علامة على تصميم الصين على الفوز في مستقبل "الحرب المعلوماتية".
ويقول تقرير المركز عن هؤلاء الهاكر انهم لا يكتفون بتفتيش أجهزة الكمبيوتر للحصول على معلومات عن رسائل البريد الإلكتروني، ولكن أيضا تحوله الاجهزة إلى عملاق تنصت، كما يمكنهم تسجيل اى محادثات على الأجهزة المصابة.
وكشفت الدراسة عن أن ما يقرب من ثلث الاجهزة المصابة "تعتبر ذات قيمة عالية ، وتشمل أجهزة الكمبيوتر الموجودة في وزارات الخارجية والسفارات والمنظمات الدولية ، وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية".
الى جانب ذلك هناك تقرير آخر من جامعة كامبريدج ان الهجمات الحاسوبية المتطورة كانت "فعالة بشكل مدمر"، وان "عدد قليل من المنظمات خارج قطاع الدفاع والاستخبارات ، ويمكن ان مثل هذا الهجوم".
ونفى التقرير مسئولية عن حكومة بكين عن هذه الشبكة ، لكنه قال ان الغالبية العظمى من الهجمات المعلوماتية نشأت من داخل الصين، كما يظل من غير الواضح ما إذا كانت هذه الشبكة التجسسية بنيت من قبل الحكومة الصينية ، أو من قبل قراصنة مستقلة داخل البلاد.
ويقول رونالد ديبرت وهو احد الباحثين "نشعر حذرين بعض الشىء ، ومعرفة الفرق الدقيق لما يحدث في عالم المعلومات وربما يكون وراء ذلك أيضا وكالة المخابرات المركزية الامريكية أو الروس.
ومع ذلك، فإن وزارة الدفاع الامريكية قد حذرت مرارا من زيادة قدرة الصين في الحرب الالكترونية، وقال تقرير من وزارة الدفاع صدر الأسبوع الماضي ، وقال إن الجيش الصيني "وكثيرا ما يستشهد الحاجة في الحروب الحديثة للسيطرة على المعلومات ، وأحيانا يطلق عليه "الهيمنة المعلوماتية".
وأضاف التقرير "ان الصين حققت تقدما مطردا في السنوات الأخيرة في وضع الهجوم النووي والفضاء والقدرة على الحرب المعلوماتية، بالاضافة الى قدرة القوات المسلحة الصينية.
كانت الحكومة الصينية قد قررت منذ فترة طويلة ان مراقبة المعلومات عنصرا رئيسيا لسياسة البلاد، ففي العيد العاشر الوطنى لنواب الشعب الصينى فى عام 2003 ، أعلن الجيش الصينى إنشاء "وحدات حرب المعلومات"، وقال داى كينجمين ان هجمات الانترنت من شأنها أن تعترض اى عملية عسكرية لشل الأعداء.
وقد تم الكشف عن ان هذه الشبكة التجسسية اخرتقت الاجهزة فى مكتب الدالاي لاما، وقد طالبت الهند الخبراء بالتحقيق في ما اذا كان هذه التجسس قد حدث بالفعل.
ويقول روس اندرسون في جامعة كامبردج ، وشيشر نجاراجي في جامعة ايلينوي ، فى تقرير اخر ان "مكتب الدالاي لاما كان تحت المراقبة في حين إقامة لقاءات بين الدالاى لاما وشخصيات اجنبية، وحين أرسل المكتب الخاص به بريدا الكترونيا يدعو دبلوماسي اجنبي ، وجدوا المسئول الاجنبي يقول لهم انه تلقى تحذير من الحكومة الصينية بالا يلبي تلك الدعوة.
وقال نجاراجي انه سافر إلى التبت في سبتمبر الماضي اكتشفت أن نظام الكمبيوتر التبتية تم خرقه من داخل الصين، وضافا ان الكمبيوتر الخاص بهم هناك به معلومات غاية في الدقة والحساسية حول اللاجئين والمدارس ، التى تعد اهدافا صينية محتملة لهجمات انتقامية.

