02 / 12 / 2008
وأفاد وزير الخزانة أليستر دارلينج بأن بلاده ستحتاج إلى اقتراض ما يوازي 8% من الناتج المحلي الإجمالي العام المقبل، في حين سيصل الدين الوطني 57% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2013.
واعتبرت الصحيفة أن مثل هذه المستويات من الاقتراض غير المسبوقة مثيرة للقلق على المال العام، وأنه من غير المتصور أن يفقد المستثمرون نتيجة لذلك الثقة بالعملة الوطنية (الجنيه الإسترليني) وتنخفض الفرص لشراء سندات الخزانة بالمملكة المتحدة.
وأشارت إندبندنت إلى أنه بدون توفر أي جهة لتمويل القروض، فسيكون المصدر الوحيد هو صندوق النقد الدولي.
وأضافت: رغم أن الدين البريطاني كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي متواضعة نسبيًا مقارنة مع دين الولايات المتحدة والعجز لديها، فإن هناك فارقًا جوهريًا يكمن في أن العملة الأمريكية عملة الاحتياط بالعالم. كما أوضحت الصحيفة أن المستثمرين يشعرون أنه لا خيار لديهم سوى شراء الدولار بخلاف الإسترليني فليس له مثل هذه المكانة بالأسواق العالمية، ومعلوم أن ابتعاد المستثمرين يعرض البلاد للخطر.
ورأت أن هناك حماقة من الحكومة في إدارة العجز بالميزانية في ظل وضع اقتصادي يعاني بشكل واضح.
الأزمة لا تزال مستعرة:
وذكرت إندبندنت أن الأزمة الاقتصادية العالمية لا تزال مستعرة، وأن الحكومات تبدو كأنها قادة لقوارب صغيرة تجوب في بحر صاخب الأمواج.
واعتبرت أن الحقيقة المؤلمة هي أن أحدًا لا يستطيع الجزم بأن خطط الإنقاذ المعلنة من قبل عدد من دول العالم سيكون لها تأثير فعال لعلاج أسباب الأزمة الرئيسة.
بريطانيا تنهار مع اقتراب العصر الأمريكي من نهايته:
من جانبها ربطت صحيفة الأوبزيرفر البريطانية بين الانهيار المتوقع للولايات المتحدة الأمريكية وانهيار آخر سيضرب المجتمع البريطاني, مشيرة إلى أن العصر الأمريكي اقترب من نهايته، وأن الغزو العراقي كان آخر فعل شنيع للغطرسة الأمريكية.
وقال أستاذ التاريخ بجامعة لندن تريسترام هانت: ومن سوء طالع الرئيس المنتخب باراك أوباما أنه سيتابع تفكك الإمبراطورية الأمريكية أمام عينيه, ويكون عليه أن يستخدم دهاءه السياسي وعبقريته البلاغية لتنوير الأمريكيين بشأن ما يمس بلدهم.
وأضاف: لكن علينا نحن كذلك أن نبدأ عملية إعادة تقييم مكانتنا في العالم, وبما أننا خسرنا إمبراطورية من قبل فالأمر يبدو أسهل الآن.
واستدل هانت بتقرير مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي الذي نشر الأسبوع الماضي, مؤكدًا أنه ليس إلا عنصرًا يعزز المخاوف من أن العصر الأمريكي قد اقترب من نهايته، وأن الغزو العراقي كان آخر فعل شنيع للغطرسة الأمريكية.

