إن النسب الشريف ادعاه كثيرون عبر التاريخ، من أجل الشهرة أو للتغطية على انحرافات، أو من أجل الاستيلاء على أموال الناس

 

منحت ما تسمى بـ"رابطة أشراف" مصرية قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي شهادة نسب لآل بيت النبي الكريم، ليكون السفاح هو ثاني العسكر العرب الذي يحصل على هذا اللقب، بعد معمر القذافي، متفوقا بذلك على من سبقوه من جنرالات مصر، (عبد الناصر والسادات وحسني مبارك).

وليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها أنصار السيسي عن نسبه بوصفه من "الأشراف"، حيث زعم الكاتب الصحفي محمود رافع، في كتابه "الرؤساء.. وأقطاب الحقيقة"، "أن والد السيسي جاء من بيت الأحمدي، حيث كان شيخا مهابا في الطريقة المرازقة الأحمدية، وشيخهم مرزوق الذي يعد الخليفة الأول للشيخ أحمد البدوي، بل إن والد السيسي كان شيخا للمرازقة الأحمدية عن منطقة الجمالية"، بحسب الكتاب.
عدل السيسي

وأثار منح السيسي هذا اللقب غضبا في أوساط المغردين العرب، والسعوديين بشكل خاص، ومنهم سعود النصار، الذي قال: "الشريف عبد الفتاح السيسي!! الغلط على عبد الناصر والسادات ومبارك. شلون طافهم هالنسب".

أما عبد الرحمن الحسيني فانتقد الشهادة بقوله: "ظهر مؤخرا ادعاء أن عبد الفتاح السيسي من الأشراف الجمامزة، وهو باطل وتزوير وقد نفى الشريف عبد اللطيف الجمازي هذا الادعاء".

وكتب السعودي عبد الله القصادي: "الهاشميون يمنحون #السيسي شهادة نسب لمقام النبي! والله لو صيرتوه شقيق علي. وابن عم النبي فسيظل سفاحا تلطخت يداه بالدماء".

وعلق حساب "أنت حر وهم العبيد" بالقول: "النسب ليس عصمة ولا شفيعا. أشد الناس عداوة لله ورسوله كان عم النبي".

فيفي عبده على الطريق

وسخر حساب الحميداني من الشهادة الممنوحة للسيسي، وقال: "السيسي طلع هاشمي من آل البيت. يا ريت مدقق الأنساب يشوف لنا في سكته نسب الست فيفي عبده كمان".

وكتب عبد المحسن الطويل ساخرا أيضا: "#الشريف_السيسي. شر البلية ما يضحك. #السيسي يمتد نسبه للنبي؟".

شهادات تباع

أما الدكتور محمد الصغير فقال: "هذه الشهادات تباع في مصر بثمن بخس دراهم معدودة"، وتناول الأمر من زاوية شرعية وذكر حديث النبي الكريم: "من انتسب إلى غير أبيه وهو يعلم فحرام عليه الجنة".

الأشراف ولقب الشريف

ويشار إلى أن النسب الشريف ادعاه كثيرون عبر التاريخ، من أجل الشهرة أو للتغطية على انحرافات، أو من أجل الاستيلاء على أموال الناس.

ويُعتقد أن بداية ظهور اللقب وتخصيصه لبني هاشم في الفترة بين القرن الرابع الهجري إلى قبيل مجيء الحكم الأيوبي. ففي سنة 369 قلد الشريف الرضي نقابة الطالبيين، وفي الفترة نفسها كان الحسنيون قد أسسوا إمارة مكة المكرمة وإمارة المدينة المنورة، وبقي اللقب متداولا مع قيام الدول التي تسيّر أمور الكعبة والحج في الحجاز.