أجرى الحوار : آيه محسن

حوار خاص مع أستاذ ....محمد لطفى
موظف بالتربية والتعليم
العمل المجتمعي
رئيس مجلس إدارة جمعية من جمعيات المجتمع المدني
رئيس مجلس إدارة أحد مؤسسات الدولة الخدمية

حوار خاص مع فارس من فرسان يحملون فى ارواحهم عبق الزمن الجميل
من أصعب القرارات على الانسان ان يترك وطنه
ويعلم انه ممكن الا يعود ويعيش فى غربة يعيش الفقد
لن يشعر به احد ولكنه يشعر بهم عند كل هتاف فى الميادين يهتف هو قبلهم ليصل صوته الحر اليهم
عند سماع صمود وتكبير المعتقلين يكبر باعلى صوته انه معهم ويكبر معهم
عند زف الشهيد يكون حاضر بدموع الفرح يلقى عليه العهد قبل ان يزف
على العهد يا شهيد
مكملين حتى النصر أو النصر

1-هل تم اعتقالك فى مصر وما كانت التهمة ؟
الحمد لله أنه لم يمكن الظالمين من اعتقالي رغم مداهمتهم لبيتي أكثر من مرة.


2- كيف كان الوضع فى مصر أثناء المطارده ؟
الوضع في مصر كان وضعاً غريباً قلبت فيه كل الموازين فتجدي الأحرار و ثوار مصر و هاماتها من علماء و مفكرين شباب كانوا أوفتيات مطاردين حرموا أولى أولويات الإنسانية و المواطنة وهي الأمن والحرية و أن يحييوا بين أهليهم في سلام بينما المجرمين و القتلة و الداعرين يتمتعون بالأمن و الأمان و السلام فكان الوضع و كأن مصر ضاقت بأبنائها المخلصين .


3- ما مدى التاثير على عملك وعليك وانت تعيش حياة المطاردين فى وطنك ؟
بالنسبة لعملي الحياتي فقد كنت في شبه إجازة منه أذهب إليه حذراً مترقباً مداهمة الأمن لي فيه في أي وقت
لكن الأهم هو عملي داخل المجتمع فقد كنت أرأس احد جمعيات المجتمع المدني كما كنت أرأس مؤسسة خدمية أخرى تابعة لأحد وزارات الدولة عبر انتخابات خضتها بحكم قضائي بعد رفض أمني متكرر وبعون الله وبفضل فريق عمل من خيرة شباب مصر كانت هاتين المؤسستين من أنجح المؤسسات في تقديم الخدمات والرعاية و الكفالة لكل أهل المنطقة وعند بدأ المطاردات توقف العمل في هذه المؤسسات لأن جميع الشرفاء أصبحوا مطاردين .


4- هل وجدت أسرتك كما عاهدتها وانشئتها ؟
أما عن أسرتي فأسرتي هي أسرة تربت على الحرية و الكرامة و الجهاد و هي تعلم أن هذا هو سبيلنا و طريقنا نعم نحن كبشر افتقدنا اللقاء كأسرة في جو من الأمن نعم ما عدت أري أبنائي إلا و أنا حذر أترقب لكن
هذا طريقنا اخترناه ونعلم مابه ولكن كنا نسترق أمسيات نجلس فيها ننشد أناشيد النصر أناشيد رابعة الخير رابعة الصمود فلقد علمتنا دعوتنا أنه لا يأس و لا قنوط .


5- متى اتخذت قرار الخروج من مصر ؟
قرار الخروج من مصر كان أصعب قرار في حياتي فأنا لم أغادر مصر أبداً قبل ذلك و مرتبط بها و بعملي المجتمعي فيها بشكل غير عادي ورغم المطاردات و قسوتها على الأسرة إلا إني لم أفكر في الخروج من مصر حتى بعد صدور الحكم الأول ضدي بالسجن سنتين في قضية تظاهر و انتماء الى جماعة محظورة لكن بعد الحكم صدر أمر ضبط و احضار لي في قضية أخرى هنا فكرت في الخروج من مصر ليس خوفاً و لكن لعلمي أن وجودي خارج المعتقل ربما يكون أكثر فائدة لدعوتي و ثورتي ووطني .


6-هل درست جيدا عواقب خروجك وتاثيره على مستقبلك وعلى اسرتك ؟
تعلمنا في طريق دعوتنا و ثورتنا و حريتنا أن المعايير الأولى لاتخاذ القرارات ليست الفرد نفسه أو أسرته و إن كانوا ضمن المعايير لكن هناك معايير أهم و هي معايير مصلحة الدعوة و مصلحة الوطن و مصلحة الثورة و الثوار و كان هناك معيار تم تحديده وهو أن على كل فرد أن يجتهد أن لا يسلم نفسه لهؤلاء الظلمة حرصاً على مصلحة الوطن الذي يحتاج لكل فرد من أفراده في معركته مع أعدائه سواء العدو العالمي متمثل في الصهيونية العالمية أو العدو الإقليمي متمثل في كثير من دول الجوار التي تعادي الحريات أو العدو الداخلي المتمثل في الفاسدين أما مستقبلي و أسرتي أعلم أن أمرهم بيد رحيم عادل حفيظ سبحانه و تعالي .


7-هل كان خروجك من مصر طبيعى ام بوسيلة ما ؟
لم يكن هناك أحد يستطيع الخروج من مصر في هذا الوقت خروج طبيعي كل منا خرج بوسيلة غير الوسائل الطبيعية.


8-احساسك وانت تترك مصر وتنظر اليها نظرة يمكن ان تكون الوداع ؟
لك أن تتخيلي إحساس إنسان محب لوطنه لكل مافيه لأهله لترابه لهوائه لمن أساء إليه فيه و من أحسن لك أن تتخيلي إحساس شخص قضى كل حياته بين جنبات هذا الوطن خادماً له قدر استطاعته لك أن تتخيل أحساس أخ تربي بين مجموعة من أفضل رجالات مصر هم أباءه و معلميه و مربيه و إخوانه لك أن تتخيلي إحساس إنسان مسؤول عن أسرة قوامها أكثر من عشرين فرد هو بالنسبة لهم أب و أخ و ابن وصديق هو كل تفاصيل حياتهم و هم كل تفاصيل حياته لك أن تتخيلي إحساس إنسان هُجر من وطنه ظلماً دون ذنب سوى أنه يحب هذا الوطن و يحرص على كرامته و حريته و يحرص علي أن يقام العدل فيه كان إحساس مرير مؤلم قاسي إلى أبعد ما يمكن لعقل بشري تخيله.


9-أول احساس وانت تطئ قدميك تركيا ؟
تركيا دولة أحبها كثيراً وكانت أحد أمنياتي أن أزورها لكن عندما وطأت قدماي أرضها أحسست بوحشة كبيرة و غربة قاسية وبداية رحلة جديدة من حياتي لم أكن خططت لها و لا أعرف ما بها لكن للتربية في محاضن إخواني أثر كبير فهم علموني معنى عالمية الإسلام و شموليته و أن أرض الله كلها تصلح للدعوة للبناء فهذا خفف عني كثيراً.


10- يظن البعض أن من غادر مصر مطاردا لاى دوله فهو ارتاح من وضع سئ فى مصر ؟
أقول لمن يظن ذلك كفاك الله شر الغربة عن وطنك خاصة حين تخرج منه مطارد مُهَجر تخرج منه فقط لأنك تريد له الخير والله لولا ظني أن في عدم تمكين الظالمين مني خير لديني ودعوتي ووطني لعدت إلى وطني حتى لو إلى المعتقل .


11-ما هو شعورك عندما ترى بطش الانقلاب فى الداخل ؟
أشعر باقتراب النصر و دنو الفرج فإن شدة بطشهم تتناسب تناسباً طرديا مع شدة خوفهم ويقينهم أن هذا الانقلاب سيكسر قريباً إن شاء الله فأبشروا أيها الثوار الأحرار فقريبا بإذن الله سيكون النصر و سنحتفل به سوياً بسجدات شكر في رابعة وعند قصر الاتحادية.


12- ما هو الدعم الذى يقدر ان يقدمه المطارد فى الخارج للثورة والثوار ؟
الدعم الأول هو أن يكون نموذجاً متفرداً لرسالته ولثورته وللثوار الأحرار  ، ثم المشاركة في كل الفاعليات الداعمة للثورة في البلد التي يقيم فيها 
المشاركة في الدعم النوعي للثورة من خلال امكانيته الخاصة و مهاراته في أي مجال سواء كان مجال حقوقي أو إعلامي أو سياسي أو أي مجال يجيده.


13-خروج اعداد كبيرة للخارج وسوء الاحوال هل استطعتم ان توحدو الجهود لاستعاب كل هذه الاعداد ؟
استيعاب كل الأعداد إلى الأن لم يتم فالأمر صعب لكن هناك جهود كبيرة تبذل في هذا الاتجاه لكن يعوقها كثرة الأعداد و كذلك أن هناك أخرين خرجوا ليسوا من الثوار فالأمر يلزمه جهد حذر.


14-هل شعرت ان وجود اكثر الثوار فى الخارج انهم تخلو عن الثورة ومبادئها ؟
الثوار الحقيقيون لم يتخلوا عن مبادئهم ولم يخرجوا من مصر باختيارهم الشخصي لكن بما فرضه عليهم الحال وهم هنا جنود لهذه الثورة المباركة يعملوا بمبادئها وتكليفاتها لكن هناء شريحة أخرى ممن كانوا يدعون أنهم مع الثورة و الثوار كشفتهم الأحداث و النوازل وهذا أيضاً أحد مكاسب الثورة و الغربة.


15- هل هناك كيانات وجمعيات لاهتمام بالمطاردين فى الخارج ولكى تكون همزة وصل بينهم وتهتم بامورهم ؟
هناك بعض الجمعيات التي تهتم بهذا الشأن وتبذل جهداً كبير في هذا المجال فهي تقوم باستقبالهم و ارشادهم إلى ايسر طرق الحياة و التعايش داخل المجتمعات التي يحيون فيها و توفر لهم المعلومات و المعارف الخاصة بتوفيق أوضاعهم القانونية و الرسمية داخل هذه البلاد.


16-كيف يمر عليك رمضان والاعياد وانتم بعيدين عن الاحباب والديار ؟
رمضان و الأعياد تركناها في مصر حيث الأحباب و سنعود قريباً لنحتفل معهم ومع أسر الشهداء بعد القصاص لشهدائهم و مع المعتقلين بعد تحريرهم ..... فعندكم فقط نحتفل برمضان و الأعياد أما هنا فنحن نجتهد في الإعداد لهذه الاحتفالات.


17-كيف يبتدء يوم المطارد فى الخارج وكيف ينتهى ؟
يبتدئ بالدعاء على السيسى و كل الانقلابيين وينتهي بالدعاء عليهم و ما بين الدعائين حياة المُهَجر هي حياة يبني فيها لبنات لتحقيق النصر و سرعة العودة فالمُهجر يعلم أن الحرب كبيرة و عظيمة هي حرب على الإسلام و ليست على مصر فقط فهو يعمل في مجاله لنشر فكرة الإسلام الوسطي بعدلة و رحمته وشموله وهو يعلم تماماً إن المعركة الحالية هي معركة بين الإسلام و أعدائه وما السيسي و أعاونه إلا نعال و أحذية يرتديها من يديروهم لتحقيق أهداف مرحلية و فور تحققها سيخلعونهم و يقذفون بهم في الوحل هذه هي حياة المُهجر الواعي الفاهم لقضيته.


18-عندما اعتقل اخوك هل فكرت بالنزول من اجل الوالده ؟
بداية إن أخي هو أخي و ابني ورفيقي في رحلة المطاردات بالداخل وهو من رفض الخروج ليظل مع الثوار بالداخل لكنه ليس أغلى عندي من 80000 شاب من شباب مصر معتقلين ومغيبين
أما عن تفكيري في العودة نعم فكرت و منعتني أمي فامتنعت رحمة بها وبر لها.


19- لماذا ضحيت بكل شئ وغيرك يعيش كما يحلو ؟
إن كنت ضحيت بشئ و أنا لا أشعر أني ضحيت ألا إني فعلت ذلك لكي أحيا كما أراد الله لي حرٌ كريمٌ فهذه هي الحياة التي تليق بالإنسان عامة و بالمسلم خاصة أما من يعيش كما يحلو له هو في ظني لا يعيش و لايحيا لكنه يتمتع كما تتمتع الأنعام.


20- -ماذا تمثل لك شرعية الدكتور مرسى ؟
تمثل لي حياة أمة و كرامة شعب وفرض على كل حرٍ وحرةٍ أن يعمل على إعادة شرعية فخامة الرئيس /محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية
تمثل لي دولة مصر كما أحب أن تكون وكما يحب أي محب لمصر
تمثل لي الشرعية الوحيدة القانونية الشعبية الصحيحة منذ حكم الفرعنة لمصر و حتى هذا اليوم.


21- ان عاد الزمن ماذا سوف يكون قرارك ؟
سيكون قراري هو ندمي علي كل لحظة قضيتها بعيد هذا الطريق سيكون قراري هو سلوك نفس الطريق لكن بجهد أكبر و عزم أشد و تضحية بكل ما املك وتصحيح بعض مسارات العمل و التعامل مع الآخرين.


22-هل ترى النصر ؟
لا ..... لا أراه
بل أحيا فيه في كل لحظة
فحين أرى الحرائر و هم يجوبون شوارع مصر و حارتها في مظاهرتهم أحيا ذلك النصر حين أرى قوة و ثبات المعتقلين أحيا ذلك النصر حين استمع لحديث أطفالي وهم يتحدثون عن قضيتهم بوعي يفوق أعمار كبار المفكرين والمثقفين أحيا هذا النصر نعم أرى النصر و أحيا فيه وقريبا سيتحقق تمكين هذا النصر على الأرض بإذن الله.


23 - كلمة للمطاردين فى الخارج ؟
أحبتي المُهَجرين اعلموا أنكم سفراء لثورتكم و لبلدكم و لدعوتكم فاحرصوا على أن تكونوا نعم السفراء و تذكروا السفير الأول للإسلام الصحابي الجليل سيدنا مصعب ترسموا خطاه و سيروا عليها مهدوا للعودة و أعدوا لها العدة فالعودة بإذن الله قريباً جداً ولا تستغرقوا في ألام الغربة بل اصنعوا من غربتكم أدوات نصر و تمكين اعلم أن الألام كبيرة و الجراح غائرة لكن أعلم أنكم أقوي و اعظم من هذا الألام فإلي الغد بإذن الله نسير سوياً نحو النصر و التمكين.


ومن كلمات ذلك الفارس
********************** خطر لي **********************
********************** الغـــربـة **********************
حين تفقد وطنك
حين تنظر حولك لا تجد اﻷشجار التي طالما تسلقت عليها لتجمع حبات التوت
حين تنظر لا تجد الفراشات التي كنت تلهو معها في الحقول
حين تصحو من نومك علي منزل لا صوت فيه لبكاء و ليد في مهده و عراك صبي مع أخيه
حين لا تجد صدر كنت تدفن فيه دموعك
حين تخشي أن تمرض أو تموت رغم عدم تعلقك بالدنيا
حين تنهمر دموعك و لا تستطيع يدك إكمال ما تكتب
فاعلم أنك في جزئ من غربتي
و العودة للوطن يلزمها نصر
فإن استغرقت في غربتك لن تعود
فتعلم أن تصنع في غربتك جيل للنصر
و تعود أن تصنع من غربتك نصر
فالاستغراق في الغربة مؤلم و الانشغال بصناعة النصر حتى نعود ممتع
فتمتع في غربتك بحلم العودة
واحترف في غربتك صناعة الأمل و صناعة النصر