كارثة جديدة تنتظرها "قناة السويس" وإن حذرت منها قوى سياسية رافضة لحكم عبد الفتاح السيسي، أوصت بعدم حصر مشروع مجور قناة السويس في شق تفريعات جديدة، في ظل تراجع معدلات التجارة العالمية، وظهور طرق نقل جديدة بعد تغييرات مناخية ضربت المياة المتجمدة والمحيطات؛ بسبب الاحتباس الحراري، مع ضرورة ايجاد ميزات نسبية أكبر في قناة السويس بانشاء محطات تموين دلية
وصناعات لوجستية وأحواض تخزين وصناعات استراتيجية قريبة الصلة بالتجارة الدولية، وهو الأمر الذي كان الرئيس محمد مرسي يسعى إليه، فيما وقف العسكر ضده بدعم وتمويل اماراتي للحفاظ على مكانة مشروع جبل علي بالامارات، الذي يقدم الخدمات اللوجستية التي كان يتضمنها مشروع النهضة الذي سعى لتطبيقه الرئيس محمد مرسي..

اليوم، تأكدت صدقية الرئيس مرسي وكذب العسكر وخيانته وعمالته صالح الغمارات؛ حيث قالت صحيفة "الصين اليومية" الرسمية، الصادرة في الصين، اليوم الأربعاء، إن الحكومة الصينية ستحث شركات الملاحة على استخدام "الممر الشمالي الغربي" المار عبر القطب الشمالي- الذي فتح بفضل التغير المناخي- لتقليل الزمن الذي تستغرقه الرحلات البحرية بين المحيطين الاطلسي والهادئ.

ومن شأن استخدام الممر القطبي توفير الوقت والمال لشركات النقل البحري الصينية، فعلى سبيل المثال تكون الرحلة البحرية من شنغهاي إلى ميناء هامبورغ الألماني عبر الممر الشمالي الغربي أقصر بـ2800 ميل بحري عن الطريق المار عبر قناة السويس.

يذكر أن للصين وجودًا متزايدًا في المنطقة القطبية الشمالية؛ إذ تعتبر من اكبر المستثمرين في قطاع التعدين في "غرينلاند" كما أبرمت اتفاقًا للتجارة الحرة مع آيسلندا.

وفي عام 2013، قبل (المجلس القطبي) الصين والهند بصفة عضوين مراقبين.

تغيير مسار التجارة الصينية

وكانت إدارة سلامة الملاحة الصينية اصدرت في وقت سابق من الشهر الحالي دليلاً يقع في 356 صفحة باللغة الصينية يحتوي على تعليمات مفصلة للابحار من الساحل الشمالي لأمريكا الشمالية إلى المحيط الهادئ الشمالي، حسبما قالت الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن "ليو بينغفي"، الناطق باسم وزارة الملاحة البحرية الصينية قوله "عندما تعتاد السفن على استخدام هذا الطريق، سيغير ذلك وجه الملاحة التجارية العالمية مما سيكون له اثر كبير على التجارة العالمية والاقتصاد العالمي وتدفق رؤوس الأموال واستغلال الموارد الطبيعية."

وأضاف الناطق ان السفن التجارية الصينية ستستخدم الممر الشمالي الغربي في المستقبل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول آخر قوله إن الطريق ستكون له منافع استراتيجية للصين، واضاف "لقد استوعبت العديد من الدول القيمة المالية والاستراتيجية للممر القطبي، كما فعلت الصين".

وقال: "بما أن الجليد الذي كان يغطي هذه البحر بدأ بالانحسار بفضل التغير المناخي، زادت المنافع المحتملة لهذا الطريق، ولذا نحن بحاجة الى دليل بحري للسفن التي تحمل العلم الصيني".

انخفاض أسعار النفظ ورأس الرجاء الصالح

وكان تقرير صادر عن مؤسسة «سي انتل» المتخصصة في تحليلات الملاحة البحرية، في فبراير الماضي، خلص إلى أن الأسعار المنخفضة للنفط تسمح لسفن البضائع بتجنب دفع التعريفات المكلفة لقناتي السويس وبنما، واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح، وفقًا لموقع قناة "سي إن بي سي" الأمريكية.

وذكر التقرير، أنه منذ شهر أكتوبر من العام الماضي، أبحرت 115 سفينة لنقل البضائع من آسيا إلى شمال أوروبا والساحل الشرقي الأمريكي حول جنوب إفريقيا أثناء رحلة عودتها بدلًا من استخدام أي من القناتين.

ووجد التقرير أن انخفاض أسعار الوقود يعني أن السفن يمكنها تحمل تكلفة اتخاذ الطريق الأطول بسرعة أكبر، وبالتالي تستغرق نفس الوقت الذي تستغرقه في حالة استخدام القناة.

ووفقًا للمؤسسة، فإن استخدام طريق جنوب إفريقيا سيوفر 235 ألف دولار لكل رحلة بحرية، وهو ما يُعد دفعة قوية للناقلات التي تعاني من ضائقة مالية.

وهذا الأمر- بحسب "سي انتل"- يُعد علامة سيئة لقناتي السويس وبنما، مشيرًا إلى أن مصر انتهت العام الماضي من توسعات في قناة السويس كلفت 8.5 مليارات دولار، لتقليل زمن العبور عبر القناة.

50% تخفيضًا بـ"السويس"

وبحسب التقارير الصادرة عن هيئة قناة السويس، فإن إجمالي عدد السفن التي تمر عبر القناة ارتفع بنسبة 2% ليصل إلى 17.483 في العام الماضي، مع ذلك انخفض عدد ناقلات البضائع السائبة وسفن الحاويات بنسبتي 5.7% و3.1% على التوالي.

وأوضحت المؤسسة أن الناقلات ذات قيمة لقناة السويس، فالسفن من آسيا إلى الساحل الشرقي تدفع 465 ألف دولار للعبور عبر القناة.

وأضاف التقرير: "إذا أرادت القناتان تغيير اقتصاد اختيارات المسارات، يجب على قناة بنما تقليل الرسوم بنسبة 30% تقريبًا، وقناة السويس بنسبة 50% تقريبًا".