اعتقد أنه بعد مرور 12 عامًا في السجون المصرية، سيهنأ بحياة طبيعية في مسقط رأسه بمحافظة الأقصر، بعد رحلة من التنقل والعمل الجهادي منذ أواخر السبعينيات من القرن المنصرم بين عدة دول.
ولكن الانقلاب عجل باستئناف رحلة التنقل والسفر إلى الخارج مرة أخرى، ليستقر به الحال هذه المرة في تركيا.
رفاعي طه، القيادي البارز بالجماعة الإسلامية ورئيس مجلس شورتها السابق، وجد نفسه في تركيا على بعد عدة كيلو مترات من صراع مشتعل وفتن كبيرة بين التيارات والتنظيمات الإسلامية في سوريا، فقرر أن يتدخل للتهدئة ويستعيد ذكريات العمل الجهادي، إلا أنه لقى ربه قبل إتمام مهمته.
دخل طه إلى سوريا في سرية تامة وزيارة غير معلنة، قبل بضعة أيام، في محاولة للتوحيد بين جبهة النصرة التابعة لتنظيم "القاعدة"، وحركة أحرار الشام، بحسب ما أعلنته قيادات بالجماعة الإسلامية، وعلى رأسهم عاصم عبد الماجد.
بيد أن محاولات التوحيد لم تستكمل بعد استهدافه بغارة حربية، تردد أنها تمت بطائرات أمريكية في منطقة إدلب بسوريا، لتعلن قيادات في الجماعة الإسلامية صحة الأنباء المتداولة عن استشهاده.
الرجل له باع طويل في ساحات القتال في أفغانستان، وقبع طه في السجون المصرية منذ 2001 وحتى خروجه عقب ثورة 25 يناير، وتحديدا في 2012، بعد الحصول على إخلاء سبيل في القضية المعروفة إعلاميا بـ "العائدون من أفغانستان".
ويعتبر طه من الرعيل الأول للجماعة الإسلامية، وهو أحد مؤسسيها في أواخر السبعينيات من القرن المنصرم في صعيد مصر، واتهم في اغتيال السادات في القضية المعروفة إعلاميا بـ "الجهاد الكبرى".
وسبق اعتقاله في إجراءات التحفظ في سبتمبر الأسود، التي أمر بها الرئيس الراحل أنور السادات، وطالت ما يزيد عن ألف شخص من مختلف التيارات والشخصيات العامة.
وأدين رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، في اغتيال السادات، وحصل على حكم بالسجن لمدة خمسة أعوام، وتمكن من الذهاب إلى أفغانستان، لقيادة أحد معسكرات التدريب هناك.
توارى عن الأنظار تماما وظل مختفيا عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وسط أنباء عن خروجه من مصر، وبعد أشهر ليس بالقليلة، ظهر رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق، في تركيا بعد حالة من اللغط حول مكان تواجده وهل ما زال في مصر أم سافر للخارج؟.
ولكن يبقى أن محاولة طه التوسط للتوحد بين جبهة النصرة وأحرار الشام والسفر إلى سوريا، تفتح مجالا للحديث عن تراجع قيادات الجماعة الإسلامية عن العنف.

