محمد جمال عرفة :

هل سمعتم عن دولة في العالم يتم الكشف علنًا في الصحف ووسائل الإعلام عن الكود الأمني لكبار مسئوليها الذي يتداوله رجال الأمن لحمايتها أثناء تحركاتهم في الشوارع؟ هل كان أحد يجرؤ أيام فتحي سرور أن يكشف عن الكود الأمني لموكبه الرسمي الذي تتداوله قيادات الشرطة ويعرضه لخطر الاستهداف من أي عناصر معادية، كما حدث مع الدكتور رفعت المحجوب الذي لا يزال لغز اغتياله يوم 12 أكتوبر 1990م مجهولاً، وربما نتج عن اختراق جهات خارجية أو من داخل النظام لكود موكبه الأمني لتصفيته لأسباب لا تزال مجهولة!!

فوجئت بإحدى الصحف الإلكترونية تنشر أمس خبرًا نقلاً عما قالت إنها "مصادر مطلعة بمجلس الشعب"، تؤكد فيه أن الكود الأمني الخاص برئيس مجلس الشعب الدكتور سعد الكتاتني لدى وزارة الداخلية وفريق تأمين تحركاته هو رقم "55"، وهو الكود الذي يستخدمه رجال الشرطة لمعرفة سير تحركه وتأمين الطريق له خلال سير موكبه، أو سفره للخارج، أو حتى معرفة تحركاته داخل المجلس!!

رقم "55" -كما قيل- هو الكود الخاص بمنصب رئيس مجلس الشعب وليس لشخص بعينه، وهو الذي كان يحمله الدكتور فتحي سرور، وهو الرقم الذي يتم استخدامه في معرفة تحرك سيارات رئيس المجلس والتي تحمل أرقامًا خاصة.

والأكثر غرابة أنهم سربوا أيضًا الرقم الكودي الأمني لرئيس مجلس الشورى الحالي الدكتور أحمد فهمي وهو الرقم "88"، وقالوا إنه كان هو نفس كود صفوت الشريف الأمني خلال تحركاته!!

أليست هذه جريمة يجب أن تحقق فيها وزارة الداخلية وتكشف عمن سرب هذه الأكواد السرية وتحاكمه؟ وأليس هذا تحريضًا على الدكتور الكتاتني الذي لم يسلم من الهجوم عليه منذ توليه منصبه لمجرد أنه من الإخوان، برغم شهادة خصومه أنه يدير منصبه بكفاءة نادرة ونزاهة؟!

هل كشف الكود الأمني لموكب الكتاتني وزميله أحمد فهمي له علاقة بحملة الهجوم التي لم تتوقف عليه؟

في البداية نشروا مزاعم أنه اشترى سيارة مصفحة جديدة، ثم تبين أنها سيارة فتحي سرور، وعندما رفض ركوبها رفض الأمن تأمينه.. ثم قالوا: إن راتبه 750 ألف جنيه، وتبين أنه مثل باقي نواب البرلمان لا يتقاضى سوى 12 ألف جنيه.. ثم قالوا: إنه طلب رصف الشوارع المحيطة بمنزله، وتبين أن الرجل لم يطلب شيئًا، وإنما هو السلوك الطبيعي في مصر بالاهتمام بالمناطق التي يسكن بها كبار المسئولين.

أليس نشر الكود الأمني لموكب الدكتور الكتاتني علنًا هو دعوة لاغتياله من قبل المترصدين له؟ وهل لهذا علاقة بما ذكرته أمس عن ترويج إعلام الفلول لاغتيالات قادمة؟ ثم أليست هناك جهات استخبارية صهيونية وأجنبية تنشط الآن في مصر لخلط الأوراق وإثارة الصراعات وضرب الثورة، ونشر هذه الأسرار يعطيها سلاحًا في يدها؟!

مطلوب تحقيق فوري من داخل البرلمان وداخل وزارة الداخلية، ومحاسبة المسئول عن تسريب هذه الأكواد الأمنية.. وطبعًا تغييرها.