استنكر الناشط السياسي والشاعر عبدالرحمن يوسف حديث البعض عن استحقاق الشعب المصري لهذا البرلمان الهزلي، مشددًا على أن الشعب لا يستحق هذه البذاءة أبدًا، بحسب تعبيره.

وأوضح يوسف في مقاله على موقع "عربي 21" اليوم السبت، أن الانتخابات الحقيقية الوحيدة في تاريخ مصر عام 2011، حصل ذلك الشخص توفيق عكاشة على أقل من ثلاثمائة صوت، وكانت نسبة التصويت في ذلك الوقت تاريخية، فقد تجاوزت 65% من عدد المسجلين في الكشوف الانتخابية.

وشدد على أن "المصريين لم ينتخبوا هؤلاء "الطراطير"، وقس على ذلك سائر البلطجية والقتلة واللصوص والمخبرين الذين انضموا لهذا التجمع الآثم، الذي يجتمع بقوة السلاح في مبنى من المفترض أن يجمع من يمثل الأمة المصرية، بل لقنوا هؤلاء النواب درسًا في الوطنية نادرا، وقاطعوا هذه الانتخابات في سابقة تاريخية لا مثيل لها، وظل الإعلاميون ينبحون على الشاشات ترغيبا وترهيبا بلا فائدة.

وأكد يوسف أن "هؤلاء لا يمثلون إلا الثورة المضادة التي تتحكم في كل شيء في مصر، اللهم إلا في عزائم الثوار الصامدين في الشوارع"، معتبرًا أن "مجرد المقارنة بين هذا البرلمان وبرلمان الثورة الذي بدأت انتخاباته في 2011، ثم حلته المحكمة الدستورية في 2012 فهي صفاقة لايحسد أصحابها عليها، ولكن لا تثريب على كل صفيق في هذه الأيام".

وأشار يوسف إلى أن كل من يقبل أن يكون ضمن هؤلاء الحثالة فَقَدَ ثوريته واحترامه إلى الأبد، مضيفا: "مشكلة البرلمان ليست في مخالفته الصريحة للدستور بإلغاء (علنية الجلسات)، بل مشكلته أنه (تشكيل عصابي)، لا هدف له سوى تثبيت الأوضاع الحالية في دولة الأسياد والعبيد".

واعتبر الناشط السياسي أن "كل ما تراه الآن ليس أكثر من مسرحية سخيفة، والشعب يعلم ذلك جيدا، وكل من يحاول أن يتعامل بجدية مع المشهد فهو مغفل أو ممثل له دور في المسرحية"، مختتما: "إنه برلمان الثورة المضادة بامتياز".