وافقت وزارة التموين بحكومة الانقلاب علي استيراد قمح يحتوي علي فطر "الإرجوت" الذي أكد الخبراء خطورته، على الصحة العامة، حيث يؤدي للإصابة بالسرطان ، وفي بعض الاحيان يمكن أن يكون سبباً مباشراً للوفاة، الغريب أن الحجر الزراعي سبق ورفض مثل هذه الشحنات.

التموين تستود قمع مسرطن

قالت وزارة التموين بحكومة الانقلاب أمس الخميس إنها ستسمح بدخول شحنات القمح المستورد التي لا تزيد فيها نسبة فطر الإرجوت على 0.05 بالمئة لكن ذلك لم يكن كافيا لتبديد مخاوف الموردين الذين تم إبلاغهم من قبل بعدم السماح باستيراد القمح الذي يحتوي على أي نسبة من الإرجوت.

وقال المتحدث باسم وزارة تموين الانقلاب "تقرر الإبقاء على النسبة دون تغيير بعد مشاورات مع وزارة الزراعة."

يصيب بالسرطان

ومن جانبه أوضح الخبير الزراعي أسامة عبدالهادي، أن طفيل لٍارجوت لا يوجد في مصر بسبب الظروف المناخية لمصر والتي لا تجعله ينمو فيها.

وأوضح عبد الهادي في تصريحات صحفية، أن هذا المرض فطرى يصيب بعض النباتات ومنها القمح وهو من الآفات الخطيرة التي تصيب القمح ،حيث يقوم هذا الفطر بافتراس مبايض القمح ويبقى بها على هيئة تشبه القرون طولها يتراوح ما بين واحد الى خمسة سنتيمترات ،والتى نتجت فى المبيض بديلاً عن حبة القمح .

وأضاف أن برودة الجو تساعد علي ظهور هذا الطفيل ولذلك هو منتشر في روسيا، حيث أنه مع بدأ برودة المناخ تبدأ هذه القرون فى التساقط فى التربة لتنمو وتطلق الجراثيم فى الجو وتهاجم المحصول الجديد وعند موسم الحصاد تختلط هذه القرون السوداء مع محصول القمح، وهي تسبب الكثير من الأمراض منها السرطان.

يصيب الأنسان والحيوان

ويقول الدكتور أيمن إبراهيم، الخبير الزراعي، إن طفيل "الإرجوت" يصيب الحبوب "القمح، والشعير، والشوفان"، فيتكون على شكل أجسام حجرية على سطح الحبوب، وتكمن خطورته في قدرته على إصابة الإنسان والحيوان في حالة تناول حبوب مصابة بالفطر أو بعد طحنها إلى دقيق وإنتاج الخبز منها، بالتسمم، فإذا كان بسيطا، فإن المصاب به يشعر بتنميل في الأطراف وتقلص الأصابع، وغرغرينا قد تؤدي للوفاة بعد تسمم الجسم كله، أما التسمم الحاد، فيظهر بشكل آلام معوية وتقيؤ وإسهال مصحوبا بتشوش في الحواس والحركة والذهن وإجهاضات متوالية للحوامل في الإنسان أو الحيوان، كما أن تناوله بشكل مستمر يؤثر علي الكبد، ومن الممكن أن يصيب الإنسان بالسرطان علي المدى البعيد.

وأوضح إبراهيم أن الفطر لم يظهر في محاصيلنا حتى الآن؛ نتيجة عدم مواءمة ظروفنا المناخية لنموه، ويتم التعامل معه في الخارج باتباع الدورة الزراعية، مؤكدا أن بعض البلدان مثل "الصين، وروسيا، وإسبانيا، وبولونيا، والنمسا، وهنجاريا" تربي الفطر صناعيا للاستفادة منه طبيا ودخوله في بعض الأدوية، وتستعمل مستحضرات الإرجوت المفصولة على هيئة بلورات نقية لعلاج تسهيل عملية الولادة ووقف النزيف، وكمادة مسكنة في آلام الجهاز العصبي.