في مثل هذا اليوم 6 ديسمبر 1996 رحل عن عالمنا الشيخ عبد الحميد كشك، أثناء سجوده و هو يصلى ركعتي السنة قبل صلاة الجمعة، رحل وترك لنا تراثًا اجتماعيًا وسلوكيًا وحضاريًا وأقوالاً تفك طلاسم الواقع، من أشهرها: "الظلم تسعة أعشاره عندنا وعشر يجوب العالم كله فإن أتى الليل بات عندنا" و"حكم العسكر" و"العسكر ليس لهم أمان و"نجيب" خير مثال" و"الانقلاب على الديمقراطية، التنكيل بالمقربين، الحكم بالحديد والنار.. صفات دائمة للعسكر".

غضب من الله

هاجم الشيخ "كشك" حكم العسكر لمصر مبكرًا، منذ الانقلاب على اللواء محمد نجيب، ووصفه بأنه غضب من الله على البلاد التي يحكمها العسكريون، وكان واحدًا من الدعاة المناضلين ضد حكم العسكر، وكان ضيفًا دائمًا على معتقلاتهم، وهو أول من وصف حكم ثورة يوليو 1952 بحكم العسكر، وكأنه كان يقرأ المستقبل ويرى أن هذه الجملة ستكون هي الهتاف الرئيسي في كل مظاهرات اليوم ضد ما يحدث في مصر.

ويقول الشيخ كشك في إحدى خطبه إن العسكر ليس لهم أمان على الإطلاق وإن ما حدث للواء محمد نجيب لهو خير مثال على ذلك، ويقول "كشك" إن نجيب كان رجلا طيب القلب وكان يريد عودة الجيش لثكناته إلا أن العسكر بقيادة عبد الناصر نكلوا به وحبسوه ومحوا اسمه من كتب التاريخ.

ويقول الشيخ كشك إن العسكر لا يعرفون الديمقراطية والدليل على ذلك معارضتهم لمحمد نجيب للعودة إلى الثكنات، كما أنه يؤكد على أن التنكيل بالمعارضين بل وبالمقربين هي من أهم صفات حكم العسكر.

ومما يؤكد كلام الشيخ هو ما فعلته المؤسسة العسكرية مع كل معارضيها اليوم وأيضا المقربين كالبرادعي لمجرد أنه اختلف معهم في الرأي، ويذكر الشيخ أن حكم العسكر دائما يكون بالحديد والنار، وهذا ما يحدث اليوم وكان الشيخ بيننا يرانا ويعيش معنا؛ حيث القتل علنا في الشوارع وفتح أبواب المعتقلات على مصراعيها لكل من يعارض.

كشك في رابعة

وفي مفاجأة حدثت لمعتصمي ميدان رابعة العدوية عام 2013، أذاعت "المنصة" كلمة الشيخ "كشك" رحمه الله، وهو يتحدث عن "الانقلاب العسكري".

وقال الشيخ عبد الحميد كشك المعروف بصدعه بكلمة الحق في هذه الكلمة: "أيها الإخوة الأعزاء .. اسمعوا هذه الحقيقة: "أي انقلاب عسكري في أي دولة عربية تباركه أمريكا وروسيا لتحقيق ثلاثة أهداف:

الهدف الأول: القضاء على الإسلام.

الهدف الثاني: تمزيق الصف العربي والإسلامي.

الهدف الثالث: تثبيت مركز "إسرائيل" في المنطقة".

وتابع الشيخ عبد الحميد كشك يقول: "اسألوا التاريخ عما جرى لأمة الإسلام، الإسلام الصحيح وراء القضبان، "إسرائيل" تعربد في منطقة المسلمين، العرب ممزقون ومطحونون ولا يسعنا إلا أن نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل".

وهنا ضج ميدان رابعة العدوية بأكملها هاتفًا: "حسبنا الله ونعم الوكيل".