د/ سعيد عبدالعظيم


بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على اله وصحبه و من والاه .أما بعد،،
فمن المآسى اعتبار الانتخابات البرلمانية المقبلة بصورتها و نتيجتها المعروفة سلفاً سبيلاً للإصلاح , و أنها الخيار الوحيد و الأوحد !! و أن البديل هو الصدام كما يفعل إخوانهم الذين قدموهم قرابين و ما زالوا يتاجرون بهم ليل نهار ؛ لا يرقبون فيهم إلاً و لا ذمة , و لا يعرفون لهم حرمة , مما يستدعى مراجعة أبسط المعانى :
كمفهوم المسلم , و حق المسلم على المسلم، فقد صارت هذه المعانى مجهولة بعد دخول إخواننا معترك السياسة الحزبية ،

وكان بعض السياسيين يُعلِق على مشاركتهم فى بداية الأمر و يقول : اتركوهم يمارسون السياسة ، فبعد سنتين ستكون الممارسة وفق نفس قواعد اللعبة الميكيافيللية ،
و صدق هؤلاء فيما توسموه , فسرعان ما غير أصحابنا جلودهم ومنهجهم ، فخطابهم الدينى فى المسجد فيه الحلال و الحرام والعقيدة و الشريعة ، و خطابهم السياسى لا فارق بينه و بين خطاب الشيوعى و الليبرالى , و يكفى مراجعة سريعة لتصريحات المتحدث الرسمى و قادة الحزب و الدعوة لتدرك مدى الإزدواجية و التناقض بين الخطاب الدعوى فى المسجد و بين الخطاب السياسى فى وسائل الإعلام .
و يستحكم الخطر عندما تعلم أن الخطاب السياسى هو العالمى والذى يتم التركيز عليه دون التفات يُذكر للخطاب الثانى .

إذا قيل لأصحابنا لماذا بررتم القتل و الإغتصاب و الظلم ؟
لماذا باركتم تدمير سيناء و حصار أهل غزة ؟
لماذا وقفتم إلى جوار الجانى و الظالم على حساب المجنى عليه والمظلوم ؟
لماذا رفعتم عقيرتكم بالأمس القريب و كنتم كالأسد الهصور , و اليوم لا أقول انكم كالنعامة , بل أنتم تؤيدون و تباركون كثيراً من صور الإجرام التى ترتكب فى حق الدين و الدنيا , و زعمتم الإضطرار بلا وجه حق حتى استمرأتم أكل الميتة ؟
لماذا و لماذا ..............
لن تجد إلا التقليد والمصالح المتوهمة والتى هى إلى الإفساد أقرب , و ستجد معلومات من مصادر مشبوهة و مريبة هى التى تقودهم .

لقد صرح بعضهم و قال لا تتكلموا بالشرع و انما تكلموا بالمصلحة وقديماً قالوا : مصلحة الدعوة صنم يعبده بعض الدعاة إلى الله
وقالوا : ما عُصى الله إلا بالتأويل ........
و بعد إهلال موسم الإنتخابات تسمعهم يتكلمون عن الدفاع عن الإسلام و الشريعة !! بلا حمرة خجل من المخلوق و الخالق

ما زال باب التوبة مفتوحاً، ردوا الحقوق لأصحابها و لا تتهموا إخوانكم بالصدام إذا طالبوا بحقوقهم المشروعة و بسلمية الوسائل، و اتركوا السياسة الميكيافيللية ،
عمروا المساجد بطاعة الله و ركزوا على الكبير و الصغير و الرجل والمرأة، اهتموا بالعقيدة و تعظيم الحرمات و تربية الأفراد على شريعة الله، ارتفعوا إلى مستوى سلفكم الصالح علماً و عملاً و اعتقاداً واهتفوا أن يا مسلمى العالم اتحدوا، و كونوا عباد الله اخواناً، هداة مهتدين غير ضالين و لا مضلين على منهج الأنبياء و المرسلين، وعلى مثل ما كان عليه رسول الله –صلى الله عليه و سلم- و صحابته الكرام،
و لا تفرح فى بلوى أخيك فيعافيه الله و يبتليك، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.