تجددت أزمة البنزين مرة أخرى في ظل حكومة الانقلاب، بعدد من المحافظات، خاصة بعد فشل قائد الانقلاب في الوفاء بمتطلبات الشعب المصري رغم مليارات الدولارات التي تم ضخها على سبيل المنح من دول الخليج.

إلا أن الحديث عن توقف دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات في ضخ مليارات أخرى، تسبب في تجدد أزمة الوقود بشدة في الآونة الأخيرة، وخاصة في محافظات القاهرة والإسكندرية ووجه قبلي والمنوفية.

وزادت طوابير السيارات أمام محطات الوقود ما أدى إلى شلل في حركة المرور بعدد من المناطق، في الوقت الذى تنفى فيه مديرية التموين بالإسكندرية وجود أزمة للوقود، فيما هدد سائقو سيارات الأجرة بأسيوط بالإضراب عن العمل ما لم يتم حل الأزمة.

وفي الإسكندرية، شهدت مناطق الورديان والقبارى وبرج العرب غرب المدينة، ومنطقة السيوف والشاطبى شرق المدينة، تفاقم أزمة بنزين 80 والسولار.

وقال أحد السائقين، إن اليومين الماضيين شهدا وجود أزمة بسيطة في السولار، انعكست على محطات الوقود، وتزايد الزحام أمام محطات الوقود، وأضاف آخر وهو أحد سائقى سيارات الأجرة، أن الأزمة تفاقمت في الأيام الأخيرة، ما أدى إلى تعطل مصالحهم وارتفاع أسعار بعض السلع.

وتفاقمت الأزمة بأسيوط، ما تسبب في زيادة حالة الاستياء بين سائقى المركبات الذين ينتظرون بالساعات أمام محطات الوقود التى شهدت اصطفاف طوابير السيارات أمامها لمسافات طويلة، الأمر الذى أدى إلى وقوع مشادات بين السائقين لخلافهم على أسبقية التموين.

كما تسببت الأزمة في قيام عدد كبير من السائقين العاملين على خطوط المراكز برفع تعريفة الأجرة ليلاً، خاصة بمراكز شرق النيل وتهديد آخرين بالإضراب عن العمل في حالة استمرار الأزمة.

وقال عماد حامد سائق، إن أزمة البنزين مستمرة بالمحافظة مما يضطرنا إلى شرائه من السوق السوداء حيث تعدى سعر الصفيحة 100 جنيه، مشيراً إلى أنه يضطر لشرائها بدلاً من الانتظار بالساعات أمام المحطات في انتظار سيارة البترول.

وأضاف: "ننتظر بالساعات أمام المحطات حتى نتمكن من التمويل، ناهيك عن المشاجرات التى تحدث داخل المحطات على أسبقية الحصول على البنزين بأنواعه".

وتساءل محمد عادل (سائق)، أين المحافظ من هذه الأزمة؟ مهدداً بدخول السائقين في إضراب عن العمل في ظل الخسائر الفادحة التى يتكبدونها من ضياع الوقت أمام المحطات أو ارتفاع سعر البنزين في السوق السوداء.

وأكد الأهالي أنهم يضطرون للانتظار أكثر من 6 ساعات أمام المحطات، وسادت حالة من الارتباك في شوارع المحافظة، ما دفع اللواء خالد الشاذلي مدير مباحث سوهاج إلى نشر ضباط وأفراد من المباحث أمام المحطات لتنظيم دخول السيارات والحد من الاحتكاكات التي تحدث بين المواطنين.

وطالب الأهالي بإقالة وكيل وزارة التموين لفشله في السيطرة على الأزمة على حد تعبيرهم.

وتفاقمت الأزمة أيضا في محافظة سوهاج، حيث قال محمود رمضان "إنه حاول جاهدا البحث عن البنزين في محطات مدينة طهطا إلا أنه اكتشف أنها فارغة تماما واضطر إلى الذهاب لمدينة سوهاج لكنه فوجئ بأن البنزين اقتصر توافره على 3 محطات بطريق "أسيوط – سوهاج" وظل في طابور السيارات أكثر من 6 ساعات".

وأشار إلى أن أصحاب المحطات ينشرون بلطجية يفرضون إتاوات على أصحاب السيارات وكل سيارة يتم تحصيل 5 جنيهات إضافية نظير تعبئتها بالبنزين.

وأضاف أن ذلك يتم في ظل وجود مفتشي التموين داخل المحطة، وأكد أن صفيحة بنزين 80 تباع في السوق السوداء بسعر 80 جنيها.

كما تصاعدت أزمة البنزين بمحافظة الإسماعيلية، اليوم، واصطفت السيارات لساعات على الشوارع الرئيسية.

وقال عبدالله حسان: "بقالي ساعة في الطابور والخط كله واقف ومش عارفين في إيه مقدمناش غير إننا نطالب الجيش بضخ الوقود والتدخل من جديد لفك الأزمة".

ومن جانبه، قال محمد خالد مسؤول بأحد محطات البنزين، إن المشكلة تكمن في تأخر السيارات التابعة للشركات والدولة في ضخ الوقود وبمعدلات أقل وهو ما أعطى مؤشرا بوجود أزمة لكن المشكلة ستحل في ساعات قليلة.

وفي ذات السياق، تمكنت مباحث التموين من إحباط محاولة تهريب 350 لتر سولار و1140 لتر بنزين 80.

كما فاقمت أزمة نقص الوقود في المنيا، بالتزامن مع بدء العام الدراسي، وشهدت غالبية المحطات تكدسًا للسيارات الملاكي والأجرة.

وشهدت مراكز بني مزار وسمالوط ومطاي ومغاغة، نقصًا حادًا.

وقال محمد حنفي، وهو سائق تاكسي، إنّ بنزين 80 بدء يتناقص في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد بمحطات مدينة المنيا، وفي اليوم الثاني اختفى بشكل ملحوظ، لافتًا إلى أن معظم السائقين يصطفون بسياراتهم في المحطات لأوقات طويلة للحصول على بنزين 80.

وتسبب ذلك في حدوث ارتباك في حركة المواصلات، واضطر سائقون إلى تمويل بنزين 92.

وقال جمال محمد، وهو صاحب سيّارة ملاكي، إنّ نقص البنزين أثّر على حركة السير بخطوط المواصلات الرئيسية، خصوصًا المتجه إلى جامعة المنيا، حيث إنّ الطلبة يتوافدون من شتى أنحاء المحافظة والقرى والعزب والنجوع قاصدين الجامعة التي تقع خارج المدينة وتحديداً بالطريق الزراعي "مصر- أسوان".

وفى المنوفية، شهدت محطــات الوقود زحاماً شديداً، بسبب نقص بنزيـــن 80، بينما اختفى الوقود في المناطق النــــائية، وسط اتهامات لأصحاب المحطات بتهريبــــه إلى السوق السوداء، وأرجع أصحاب المحطــــات الأزمة إلى انتهاء إجازة عيد الأضحى، وعــــودة الدراسة.

وأكدوا أن تلك الفترة من كل عـــــام تشهد زيادة في الاستهلاك، رغم انتظام عمليـات التوريد.