متابعة - محمد ناجي:

لا حديث في الإعلام الانقلابي خلال اليومين الماضيين إلا عن مؤامرة يدبرها الهارب أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الخاسر، للإطاحة بقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

وكانت صحيفة الشروق قد نقلت في عددها الصادر الثلاثاء عن مصدر رفيع قوله: "إن الأجهزة الأمنية رصدت تحركات واتصالات لشفيق، المقيم في أبو ظبي، مع شخصيات في جهات "حساسة" مازالت تدعمه وتعمل على "زعزعة" شرعية السيسي، أملا في أن يكون شفيق رئيسا للجمهورية بعد الانقلاب على قائد الانقلاب".

يأتي هذا التطور مع انتشار عبارات كتبت على جدران وسط القاهرة تطالب بعودة شفيق إلى البلاد وتصفه بالرئيس، حيث كان قد غادر مصر بعد هزيمته في انتخابات الرئاسة قبل ثلاث سنوات ولم يعد
منها حتى الآن؛ خوفا من الملاحقة القانونية.

وأشار المصدر إلى أن السيسي أرسل إلى شفيق رسالة شديدة اللهجة بالتوقف عن تلك النشاطات المريبة، مؤكدا له أن عودته إلى مصر مستحيلة وأن اسمه لن يرفع من قوائم ترقب الوصول.

الغريب في الأمر أن المصدر أكد رصد الأجهزة الأمنية تورط رجال أعمال وشخصيات أمنية وسياسيين داعمين لشفيق في المؤامرة مع مسؤولين من الإمارات والسعودية وأمريكا، بحثا عن سيناريوهات مختلفة لمستقبل مصر، رغم الدعم الكبير الذي تقدمه الرياض وأبو ظبي للسيسي.

الأربعة ضد السيسي

وانطلقت في وسائل الإعلام المؤيدة للسيسي والمدارة من مكتب اللواء "عباس كامل" حملة شعواء ضد شفيق، حيث قال الإعلامي عمرو أديب إن هناك شخصيات كبيرة من حلف 30 يونيو الداعم للانقلاب، تخوض معركة كسر عظم مع السيسي للإطاحة به، ملمحا إلى أنه من الوارد تصفية هذه الشخصيات قبل 30 يونيو المقبل.

في اليوم التالي كرر "الواد" يوسف الحسيني الرواية ذاتها، لكنه استفاض في تفاصيلها، فقال إن أربع شخصيات تنازع السيسي كرسي الرئاسة، ويقف وراء كل منها شخصيات مهمة ومؤسسات في الدولة، مشددا على أن هذه الشخصياات الكبيرة تعمل على إفشال السيسي عبر تعطيل مؤسسات الدولة، وإنفاق المليارات تمهيدا للإطاحة به!

وأوضح الحسيني أن جهات في مصر ترى أن جمال مبارك هو الرئيس المناسب للبلاد، وأن هناك أيضا كتلة ثانية ترى أن الفريق سامي عنان هو الأجدر بحكم مصر.

وعلى الرغم من إعلان شفيق في مناسبات عديدة تأييده الكامل للسيسي قبل وبعد توليه الرئاسة، إلا أن هذا لم يكن كافيا لمنحه الضوء الأخضر للعودة للبلاد، وهو ما يعكس - بحسب مراقبين - توجس السيسي منه والنظر إليه باعتباره تهديدا لحكمه.

ويبدو أن السيسي لم يسامح "شفيق" على التسريب الذي أذيع له قبل انتخابات الرئاسة الأخيرة، التي أعلن فيها أنه لن يخوض السباق الرئاسي لأن الانتخابات ستزور لصالح قائد الانقلاب.

المصدر : عربي 21