شهدت الفترة الأخيرة تصاعد الهجوم على السعودية من جانب عدد من الإعلاميين البارزين في وسائل إعلام الانقلاب في مصر لدرجة وصلت إلي التطاول على ملك السعودية وأفراد العائلة الحاكمة بالمملكة، الأمر الذي جاء الرد عليه قويًّا من جانب الدبلوماسية السعودية باحتجاج شديد اللهجة. 

ويري مراقبون أن الاساءة للملكة العربية السعودية جاءت قبل وفاة الملك السابق عبد الله – الذي كان يعاني مرضًا شديدًا في آخر أيامه، وقرب تولي الملك سليمان الحكم، وكانت البداية من "يوسف الحسيني" والذي طعن في أهلية الملك سلمان في تولي الحكم ، معتبرا أن مصر لن تشعر بالراحة حال تولي سلمان للسلطة في المملكة وأن تولي الأمير "مقرن" للعرش سيكون أفضل لمصر.

ولم يقتصر هجوم"الحسيني" على الملك سلمان، بل تعداه للإساءة لنجله الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع، واتهمه بالسعي للسيطرة على وزارة الدفاع من خلال إدخال مقربين منه في مؤسسات الدولة، وامتدت إساءته أيضا لرموز دينية أساسية في السعودية كابن باز وابن عثيمين إضافة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية واصفًا إياه بأنه من أئمة الدم. 

وسار "إبراهيم عيسي" على نفس النهج، حيث اتهم الملك سلمان بدعم الإرهاب في سوريا، وطالب السيسي بعدم التبعية لسياسة السعودية لأن مصر وجيشها هما من حمى الخليج بأكمله بعد مشاركته في تحرير الكويت، واتهم "عيسي" السعودية بتمويل الجماعات المسلحة في سوريا نكاية في إيران والنظام السوري.

وواصل "عيسي" هجومه على السعودية زاعما أن الإحصاءات سجلت أن 90% من التفجيرات الانتحارية التي تقع في سوريا والعراق يقوم بتنفيذها أشخاص من السعودية، واصفا المملكة بأنها ترقد على برميل بارود من الإرهابيين، مستنكرا توجهات الملك «سلمان» بشأن عقد تحالفات مع النظام القطري والتركي. 

الإساءات لم تتوقف فقط على الأذرع الإعلامية للانقلاب، بل وصل الأمر إلى تنظيم مظاهرة لبعض المرتزقة من اتباع الانقلاب أمام السفارة السعودية في مصر، حمل فيها المتظاهرون لافتات مسيئة للملك سلمان. هذه الإساءات دفعت المملكة العربية السعودية أن يكون لها - لأول مرة- رد فعل رسمي، حيث قال السفير السعودي في مصر: إن السفارة السعودية أبدت لمصر استياءها الشديد من هجوم الإعلام المصري على السعودية، مشيرا إلى أن الإعلام المصري يعاني حالة من الانقلاب وأنه يعرف جيدا أن هناك بعض جهات عليا تسيطر وتتحكم في هذه المحطات.

من جانبه، قال الكاتب السياسي خالد الدخيل: إن السياسة الخارجية للسعودية في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز كانت ضعيفة ومضطربة، مشيرا ، في مقابلة مع قناة روتانا خليجية، إلى أنه في عهد الملك عبد الله تكاد السياسة الخارجية تنعدم في السعودية، وأكد أن ما كان حاضرا في السياسة الخارجية آنذاك هو التصريحات فقط، في غياب المواقف والقرارات. 

وأضاف الدخيل أن سياسة البلاد عرفت تغييرا كبيرا في العهد الجديد، مستدلا على ذلك بما وصفه بـ"القرارات الكبرى وغير المسبوقة" التي اتخذتها الدولة مثل عاصفة الحزم في اليمن، مشيرا إلى أن قيادة البلاد، في عهد الملك سلمان، تراجعت حدة موقفها من الإخوان المسلمين، وأبانت عن اقترابها من تركيا.
من جانبه، وصف المهندس حاتم عزام، نائب رئيس حزب الوسط، حملات هجوم الإعلام المصري على المملكة العربية السعودية، "بابتزاز رخيص لا يمثل المصريين"، وقال "عزام" في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الهجوم على السعودية الآن ابتزاز رخيص لا يمثل المصريين وممول بأرز آخر حاقد على تحولات إيجابية"، مضيفا " هجوم أذرع السيسي الموجهة للسعودية الآن غير معبر عن أغلب المصريين وشهادة حسن نوايا للمملكة".