قال موقع"ميدل إيست أى" البريطاني: إن سلطات الانقلاب تقوم بالتشديد ضد حركة شباب 6 إبريل وتمنعها من الاحتفال بالذكرى الثامنة لتأسيسها، بينما تسمح بمظاهرات مناوئة للسعودية، ولا تتدخل الشرطة رغم قانون التظاهر، زاعمين وجود خلافات عميقة بين القاهرة والرياض لا تظهر بوضوح في التصريحات الرسمية؛ لكنها تتجلى عبر بعض المواقف والدلالات.

وأشار "إيست أى"، فى تقرير له، إلى أن القانون المصري يتطلب تصريحا مسبقا قبل أي مظاهرة، إلا أن القاهرة شهدت السبت الماضي مظاهرة مفاجئة مناهضة للسعودية .

كان العشرات من الموالين لحركة "البديل الثوري" قد تظاهروا أمام السفارة السعودية في القاهرة أول أمس السبت منددين بالتدخل السعودي في اليمن، مرددين هتافات ضد الملك سلمان بن عبد العزيز، في وقت ظلت فيه شرطة الانقلاب بعيدة عن المشهد.

ولفتت التقارير إلى مشاركة أعضاء من الحركة اليسارية معروفين بتأييدهم لقائد الانقلاب العسكرى عبد الفتاح السيسي، حيث دعوا إلى نهاية ما أسموه "العدوان السعودي على اليمن"، كما طالب آخرون حكومة الانقلاب بطرد السفير السعودي من القاهرة.

واعتبر بعض المراقبين أن ذلك يمثل مجرد عرض عفوي لإظهار التضامن مع الشعب اليمني، والكلام لميدل إيست آي، فيما زعم آخرون أن الانقلاب ربما تكون في الواقع مساندة لتلك المظاهرة.

وكتب مراقبون على مواقع التواصل الاجتماعي: “ربما تكون حكومة الانقلاب داعمة لتلك الاحتجاجات، لاسيما أن الفترة التي تلت الانقلاب العسكرى في يوليو 2013 شهدت كبحا عنيفا لأي اعتصامات أو مظاهرات من خلال القوات الأمنية".

فيما رأى آخرون أن تلك المظاهرات ربما تمثل محاولات مصرية لتأمين دعم مالي أكبر من المملكة السعودية عبر إظهار وجود معارضة مصرية لإرسال قوات برية لدعم التدخل العسكري في اليمن، مؤكدين أن التدخل المصري في اليمن يمثل مصدر قلق للكثيرين، حيث أحيا ذكريات التدخل المصري المشابه في العهد الناصري لدعم الانقلاب الجمهوري ضد الإمام محمد البدر الحاكم الذي حظى آنذاك بدعم السعودية، لكن التدخل أدى إلى استنزاف الموارد العسكرية والمالية لمصر.

وأشارت تقارير حديثة إلى انقسام عميق بين مصر والسعودية، لا سيما فيما يتعلق بقضية اليمن، وطفت علامات من التوتر بين البلدين بشأن سياساتهما بالشرق الأوسط خلال تلك المشادة الواضحة التي حدثت بين قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال فعاليات القمة العربية بشرم الشيخ، بحسب التقرير.

وأظهرت تقارير أخرى أن قادة الانقلاب فى مصر ربما دخلوا في محادثات مع الحوثيين قبل عملية عاصفة الحزم التي انطلقت في 25 مارس، بما دعا مراقبين إلى الاعتقاد بأن الصدع بين مصر والسعودية عميق بالفعل، بحسب الموقع الذي يرأس تحريره الكاتب البريطاني ديفيد هيرست.