نافذة مصر - صحف:

نشرت صحف في مصر تقارير عن الناصر صلاح الدين الأيوبي الذي حرر مدينة القدس من أيدي الصليبيين، تتعمد تشويه صورته، وقالت إنه "الوجه الآخر" له، حيث زعمت أنه "استولى على أموال الأزهر، ورفض تحرير فلسطين، وأحرق مكتبات الفاطميين".

وفي تقرير لصحيفة "المصري اليوم"، قالت الصحيفة إن "الناصر الذي حارب الفرنجة، وحرر القدس من أيدي الصليبيين، وأسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز.. هذه هي صورة صلاح الدين الأيوبي، إلا أن قلة قليلة، ترفض أن تجعله في في هذه المرتبة، وتنظر إلى تاريخه "نظرة نقدية"، على حد قولها.

يأتي هذا التقرير في ذكرى وفاته، التي وافقت 4 آذار/ مارس 1193، حيث رصدت "المصري لايت" ما أسمته "الوجه الآخر لصلاح الدين"، وهو الوجه الذي رسمه عدد من المؤرخين المصريين والعرب، بحسب تقريرها.

وتخالف هذه التقارير التي دأبت صحف الانقلاب على نشرها عن الرموز الإسلامية التاريخية ما ورد على ألسنة أراء مؤرخين وأدباء غربيين عن شخصية صلاح الدين الأيوبي فقد اعتبره الأوروبيين مثالاً للفارس الشهم الذي تتجسد فيه أخلاق الفروسية مع كونه خصما لهم.

يقول توماس أرنولد في كتابه " الدعوة إلى الإسلام" : يظهر أن أخلاق صلاح الدين الأيوبي وحياته التي انطوت على البطولة، قد أحدثت في أذهان المسيحيين في عصره تأثيرا سحريا خاصا، حتى إن نفرا من الفرسان المسيحيين قد بلغ من قوة انجذابهم إليه أن هجروا ديانتهم المسيحية، وهجروا قومهم وانضموا إلى المسلمين.

أما جوستاف لوبون في كتابه المهم "حضارة العرب": لم يشأ السلطان صلاح الدين أن يفعل في الصليبيين مثل ما فعله الصليبيون الأولون من ضروب التوحش، فيبيد النصارى عن بكرة أبيهم؛ فقد اكتفى بفرض جزية طفيفة عليهم مانعا سلب شيء منهم.

وفي النهاية نقول إن صلاح الدين مهما اتهمه أصحاب النفوس الضعيفة وشوهوا سيرته المليئة بالعزة والنصر، سيظل هو القائد الذي وقف في وجه الغزاة وأنقذ العالم الإسلامي من الاستعمار والرق, ولن ينسى التاريخ الإسلامي مهما مر الزمن أمجاد وبطولات هذا المجاهد المغوار .