قيل في الأثر إن أول ضحايا الحرب هي الحقيقة، ومنذ أن تولى العسكريون الحكم في مصر، بداية من حركة الضباط الأحرار في يوليو 52، ذبحت الحقائق قرابين لبقاء أنظمتهم، واستصغارا لعقول الشعب.

 

ومع تولي جمال عبدالناصر، رئاسة البلاد، عقب انقلابه على الرئيس محمد نجيب، ما لبث أن استغل الإعلام في دحض الحقائق، لتثبيت أركان نظامه، معتمدا على مقولة وزير إعلام هتلر "أعطني إعلاما بلا ضمير أعطك شعبا بلا وعي".

 

فرغم أن عبد الناصر لم يحقق انتصارا واحدا، وظل يتلقى الهزائم حتى وفاته، ومع ذلك كانت أداة التجميد دائرة لا تتوقف، وبنفس التكتيك طل علينا عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، وترسانته الإعلامية لتردد بمناسبة ودون مناسبة كذبة ما أن تدور الأيام حتى يتناساها الشعب، بداية من أسر قائد الأسطول السادس الأمريكي حتى ضرب أثيوبيا، التي وقَّع معها مؤخرا اتفاقية، وصفها خبراء بأنها بيع لحقوق مصر في مياه النيل، ونستعرض فيما يلى أبرز أكاذيب برزت فى مصر منذ عبدالناصر حتى السيسي.

 

طياراتنا على مشارف تل أبيب

 

أحمد سعيد، مذيع النكسة، يذيع فى مساء 5 يونيو 1967 اننا اسقطنا 50 طائرة من طائرات العدو الإسرائيلى، وبعدها بنصف ساعة يقول أسقطنا 80 طائرة من طائرات العدو، وبعدها 100،  حتى وصل إجمالى العدد الطائرات التى أسقطناها فى ليلة واحدة 1000 طائرة للعدو الإسرائيلي، ولم يكتف إعلام 1967 بهذه الأكاذيب حول إسقاط كل هذه الطائرات للعدو الاسرائيلي، بل أيضا ادعى أن القوات المصرية تتوغل الآن داخل إسرائيل، واننا دخلنا تل ابيب.

 

وكانت اذاعات العالم كلها تنشر الحقيقة أن اسرائيل تسحق القوات المصرية وتضرب الطائرات المصرية على الأرض، وأن اسرائيل تتوغل داخل سيناء، لكن الإعلام المصرى الضال المضل كان ينقل العكس تمام.

 

وكان المصرين البسطاء يرقصون فرحا مع أنباء عن إسقاط طائرات العدو الإسرائيلي، ولكن الصدمة كانت قاسية للغاية, حيث استيقظ المصرين على كابوس كبير, حيث اسرائيل احتلت سيناء بالكامل, واكتشفوا ان كل الاذعات الغير مصرية كانت صادقة، وضُربت طائرتنا على الارض، وإسرائيل ابتلعت سيناء بالكامل وسحقت القوات المصرية وقتلت الآف الجنود واسرت الآف آخرين.

 

أسر قائد الأسطول السادس الأمريكي

 

الإعلامي محمد الغيطى، أحد الأزرع الإعلامية للسيسي، قال إنه قبل أحداث مذبحة رابعة، قامت القوات المسلحة المصرية بأسر قائد الأسطول السادس الأمريكي، وهددت الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالمزيد إن لم تتراجع القطع البحرية للأسطول السادس خارج حدود المياه الإقليمية المصرية.

 

واتهم "الغيطي"، المعتصمين في رابعة والنهضة بأنهم رحبوا بتدخل القوات الأمريكية للحدود المصرية.

 

وقال الغيطي إن الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، كان قائد العملية البحرية على الأسطول السادس الأمريكي.

 

ونسب الغيطي ما ذكره لوزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، والتي وصفها بأنها سيدة الإخوان.

 

الجيش الأمريكي يخترق المياه الإقليمية

 

رغم فضيحة الغيطي التي أثارت سخرية المقربون من السيسي، أطل علينا الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، ليكشف عن عملية اختراق وحدتين عسكريتين أمريكيتين، هما طراد وفرقاطة، للمياه الإقليمية المصرية عقب ثورة 25 يناير، رغم أنه من المعلوم للقاصي والداني اتصالات المخابرات المصرية في ذلك التوقيت وعلى رأسها السيسي وتواصلها مع البيت الأبيض.

 

وقال "مميش"، في حواره مع "المصري اليوم"، "أنه أثناء الانفلات الأمني أبلغته قوات تابعة للجيش برصد وحدتين حربيتين أمريكيتين عليهما مجموعة من السفن وطائرات الهليكوبتر، فحاصرتهما القوات البحرية وأجبرتهما على الانسحاب".

 

وأضاف: "كان مهما جدا برغم الثورة والانفلات الداخلي أن يشعر الأمريكيون أن الجيش المصري في غاية التنبُّه والتأهُّب والقوة، ما يردعهم عن الإقدام على أي تصرف أو تدخُّل".