نافذة مصر
قراءة سريعة في تصريحات السيسى لصحيفة "الشرق الأوسط " اللندنية وتغيير المواقف الفجائية من قطر وتركيا والاخوان:
جاءت تصريحات عبد الفتاح السيسى قائد الانقلاب العسكرى لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية المنشورة يوم السبت 28 فبراير 2015 وقبيل زيارته بساعات للعاصمة السعودية الرياض تحمل العديد من المفاجآت فى الاعتذارات المفاجئة وانخفاض لهجة الخطاب مع دولة قطر وتركيا وجماعة الإخوان المسلمين ، مما أدهش كل المتابعين للسياسة الخارجية المصرية منذ وقوع الانقلاب فى 3 يوليو 2013 وأصاب مؤيديه بالصدمة والذهول...فماذا تحمل تلك التصريحات من دلالات انقلابية فى المسار الانقلابي المصري؟
الجنرال العسكري الذي جاء لحكم مصر على دبابة الجيش وبالسلاح الميرى والرصاص الحى واعتقال وتعذيب واستباحة دماء المعارضين للانقلاب وفى القلب منهم الإخوان المسلمين كان قد وضع دولتى قطر وتركيا وحركة حماس فى بوتقة واحدة
قراءة سريعة فى تصريحات السيسى والتنازلات المفاجئة لقطر وتركيا والإخوان:
1- التصريحات جاءت قبل سويعات من زيارته السعودية ليقدم الدليل للملك الجديد على الرضوخ والسمع والطاعة للتوجهات الجديدة للقيادة الجديدة.
2- التصريحات جاءت عبر صحيفة عربية تصدر فى لندن وليست صحيفة مصرية ليبرهن انه يخاطب العالم الخارجي فى الخليج والاتحاد الاوربى وليس الداخل المصري
3- الاعتذار العلنى لامير قطر عن إساءة الاعلام المصرى دلالة واضحة على تبرئة قطر من كل الأكاذيب السابقة التى حشدها وقام بتسويقها الإعلام المصري للمصريين
4- الاعتذار العلنى لأمير قطر على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يؤكد أن السيسى يعلم بضعف موقفه العربى والدولى وقوة الموقف القطرى.
5- الاعتذار العلنى هو ادانة كاملة للاعلام المصرى الذى أصبح امام العالم شتاما وسبابا ومنافقا وكذابا ولا ببريء النظام العسكري بقدر إدانته
6- الاعتذار لتركيا والقول بأنه لم تصدر أي مواقف رسمية ضدها هو تراجع كامل عن كل التصريحات الرسمية والإعلامية ضد أنقرة وسياسة أردوغان وتكذيب واضح لكافة المواقف الرسمية والتصعيد من قادة الانقلاب حتى وصلت الى طرد السفير التركى من القاهرة.
7- مغازلة الإخوان : ونص ما قاله ردا على سؤال حول إمكانية عودة جماعة الإخوان للمشهد السياسي المصري من جديد، قال السيسى :إن هذا السؤال يُوجَّه إلى الشارع المصري والرأي العام، مضيفا "سأوافق فورًا في حالة موافقة المصريين".
8- السيسى والعسكر كالعادة كلما أرادوا تنفيذ مخططا أو تراجعا أو تنازلا قالوا القرار للشعب ،وهم يدركون يقينا انه لا قرار للشعب الذي أسروه في سجنهم المظلم منذ انقلابهم ، ولا يعنى القرار للشعب وللشارع سوى تراجع بخفي حنين عن التصريحات العنترية بإبادة الجماعة الإرهابية وعدم عودتها للحياة للسياسية.!!
9- الحديث عن الإخوان المسلمين جاء هذه المرة مخالفا تماما لنبرة التهديد والوعيد وسحقهم وتدميرهم من قائد العسكر وواضح انه يريد توصيل رسالة قوية بموافقته على التصالح معهم وإرضاء توجهات جديدة بالمنطقة.