نافذة مصر
اليوم  أتممت ياولدى25عاما تنقلت فيها بين مقامات التفوق الديني والعلمي والإجتماعى. جلست بعد صلاة فجر اليوم يمر أمامي شريط ذكرياتك:
 *تذكرتك يا ولدى وأنت طفل صغير تنزل مسرعا من الدور السادس مع أخيك محمد للصلاة فى المسجد؛ وأخبرنا الجيران بعد ذلك أنهم كانوا يعرفون أوقات الصلاة من وقع أقدامكما على الدرج
وتذكرتك حينما كنت تدخل من المدرسة فتسارع إلى عمل واجباتك، فنطلب منك تغيير ملابسك أوﻻ.
وتذكرتك وحولك الأطفال على مسرح مدرستك الابتدائية تقرأ القرآن فينشدون "غرد يا شبل الإيمان..غرد واصدح بالقرآن.
وتذكرتك وأنت تتسلم جائزة التفوق من نقابة أطباء الدقهلية فى الشهادات الثلاث.

وتذكرت يوم بكائك فى إمتحان الشهادة الإعدادية حتى يعيد لك المراقبون ورقة الإجابة لتشطب إجابة سمعتها بين زميلين دون أن تطلبها، واعتبرتها غشا وصممت مسحها.

وتذكرتك وأنت فى كليتك طب أسنان طنطا وأنت تصول وتجول فى إتحاد الطلاب وفى أسرة المستقبل وفى علاقاتك المتميزة مع أساتذتك وزملائك.
وتذكرت إنتخاب زملائك  لك أمينا للخريجين، ويوم حفل التخرج كانت كلمتك رسالة حملتها من ميدان التحرير إلى زملائك؛ فأبكتنى رسالتك مع من بكى.
وتذكرت فى مؤتمراتي حين كنت أسأل من حولى عن ملاحظاتهم على كلمتى فيثنون خيرا فأقول: هاتوا عبد الرحمن ، فتقول أخطأت فى كذا، وكررت كذا..؛فأستفيد من ملاحظاتك.

وتذكرت حينما جاء تكليفك للريف أثناء مجلس الشعب، وكان من اليسير حينها نقل التكليف بالقرب من البيت ولكنك شجعتنى على أن نعطى القدوة من أنفسنا، وقضيت تكليفك فى أسيوط والمنيا البعيدتين في أقصى البلاد حتى لا يقال استغل سلطة أبيه

وتذكرت فى الفترة الأخيرة، حين أخذنا جولة سويا لنختار عيادة أكبر ليكون فيها جزء للعيون والآخر للأسنان تخصصك، ولكن الله اختار لك مقاما آخر إلى جواره أسأله أن يجعله فى أعلى عليين، ومكثنا نحن فى هذه الدنيا الفانية إلى حين، نتحمل كذب الكاذبين وظلم الظالمين ونصارع الباطل حتى نقيم دولة العدل أو نمضى شهداء فنلتقى على حوض نبينا ، ونعوض ما حرمنا منه من صحبة طيبة شغلتنا عنها واجباتنا،، فإلى الملتقى يا ولدي..