قال الإعلامي أحمد منصور: بدا أن السبب الرئيس وراء قرار كل مَن بريطانيا وكندا بغلق سفارتيهما في القاهرة وحتى إشعار آخر، وكذلك بيان الخارجية الأمريكية لموظفي سفاراتها بتوخي الحذر والبقاء قريبين من بيوتهم، وكذلك للرعايا بأن يكونوا على أهبة الاستعداد لأي طوارئ بدا أن السبب الرئيسي وراء كل هذا هذا هو معلومات استخبارية وصلت لهذه الدول مفادها أن صراعات داخلية بين أجنحة الانقلاب قد تفجَّرت لأسبابٍ كثيرة لكنها كبرت.
وأوضح عبر "الفيس بوك" أنه بعد التسريبات الأخيرة من مكتب السيسي واستقواء جناح مبارك من رجال الأعمال والدولة العميقة بعد حصوله على البراءة واستئساده على جناح السيسي الذي بدا مرتبكًا وغير قادر علي لملمة الوضع رغم الدعم الغربي والعربي الهائل الذي يحظى به على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وأشار إلى أن هذه الخلافات تجلَّت بشكل معلن في الصدامات بين أدوات رجال الأعمال من أراجوزات الفضائيات حتى أصبح الوضع فى بعض الفضائيات يشبه أداء الأذاعات الأهلية في ثلاثينيات القرن الماضي حينما كان أشبه بوصلات الردح بين الحواري والأحياء؛ حيث أصبح أراجوزات الفضائيات يقومون بوصلات ردح ضد بعضهم البعض أو نيابةً عن سادتهم الذين يدفعون لهم.
وأوضح أن هذه الخلافات أخذت أشكالاً مباشرة مثل الردح بين رجلي الأعمال الذي جمعا المليارات من دماء الشعب حسن هيكل ونجيب ساويرس، أما الارتباك الداخلي فى كل أركان الدولة فهو يشبه الفوضى، مشيرًا إلى أنه تم تحويل مئات الملايين من الدولارات للخارج تحسبًا من اندلاع الفوضى بين أركان النظام نفسه حيث يسعى كل منهم لتأمين وضعه ووضع أولاده إذا اقتضت الحاجة أن يقفز من السفينة حتى وصل احتياطي البنك المركزي إلى أدنى مستوى له منذ عامين.
وتابع: نريد ونحن نتأمل المشهد أن تعود كل الانقلابات العسكرية التي وقعت وتقع ويقوم العسكر بتصفية بعضهم البعض بعد نجاحها مباشرةً، ومنها انقلاب يوليو ١٩٥٢ حيث بدأ عبد الناصر يقضي على مؤيديه السياسيين أولاً وحل الأحزاب والدستور، وملأ السجون بالمعتقلين ثم استدار على الأجنحة المختلفة من الضباط الأحرار ومجلس قيادة الثورة بعد أشهر، وكان محمد نجيب نفسه أول من تمَّ التضحية به ثم تبعه الآخرون الواحد تلو الآخر حتى إن بعضهم سُجِنَ وبعضهم حددت إقامته.
ووضح أنه بناءً على هذا فإن السيناريو الذي يطرحه البعض الآن داخل منظومة الانقلاب للخروج من المأزق الذي تعيشه مصر أنه كما تمَّت التضحية بمبارك حينما أصبح مشكلة للحفاظ على النظام فلماذا لا يتم التضحية بالسيسي الآن؛ لأنه أصبح العقبة الكؤود أمام أي استقرار، ومن ثم المجيء بشخصٍ آخر من داخل النظام يقوم بتهدئة الشارع وتحميل السيسي وبعض القيادات معه مسئولية كل الدماء التي سالت والجرائم التي ارتكبت، وأن يتم فتح صفحة جديدة يفرج فيها على مدى عامين أو ثلاثة عن كل الذين في المعتقلات والسجون، ويتم ترتيب الأمور بشكلٍ يبقيها تحت أيدي النظام والدولة العميقة، ولكن ليس بسكين السيسي الحاد، ولكن بسكين نظام مبارك الناعم، في نفس الوقت يدرك السيسي هذا السيناريو الذي يعد ويسعى للغداء بهم قبل أن يتعشوا به.
وتابع: حاولوا قراءة المشهد ومتابعة الصراع الداخلي، وترقبوا انفجاره لكن الفائز هو مَن سيتغدى بالآخر ولا ينتظر العشاء.

