بقلم : عمار ياسر 


من حوالي إسبوعين تقريباً قابلت بيزنس مان م الكبار في القاهرة وهو شخص مسيحي (كان سيساوي) .. وحكالي قصة حصلت لأخوه بعد م السيسي بقى الرئيس بشهر .
أخوه بيزنس مان زيه وشغال في محاجر السيراميك والرخام في حتة اسمها (عتاقة) في محافظة السويس .. بيقولي على لسان أخوه .. هما كانوا متعودين دايماً إنهما بيأجروا المحاجر إللي هناك م الجيش بالرشوة بفلوس بسيطة جداً .
يعني مثلاً كل شهر بيظبطوا بتوع الشرطة والجيش بكام ألف وبيكسروا الصخر والجرانيت وينقلوه لحتة اسمها (شق التعبان) بمنطقة صقر قريش في مدينة حلوان .
المهم .. جوم في يوم يشتغلوا لقوا قوات الجيش التاني بأعداد ضخمة ومعاها الشرطة هجموا ع المكان كله والمحاجر كلها وأخدوا المعدات واستولوا عليها كلها ووقفوا الشغل وبلغوهم إنهم عليهم فلوس للدولة بما يقارب من (3 إلى 10 مليون جنيه) لصاحب المحجر الواحد .. ولازم الفلوس دي تدفع وإلا مش هيشوفوا المعدات والأوناش والمكن وعربيات النقل والتكسير دي تاني .. وبعدها مشوا .
أصحاب المحاجر إتجمعوا وحاولوا يشوفوا هيتصرفوا إزاي في المصيبة دي .. المهم لفوا مسر كلها م الرئاسة للداخلية للجيش لمجلس الوزراء معرفوش طريق المعدات ولا القوات ولا حتى يدفعوا الفلوس دي فين .
بعد حوالي شهر تقريباً وصلوا لرقم سكرتير قائد الجيش التاني .. وأخدوا معاه معاد وراحوا قابلوه .. شرحوا له الموضوع كله .. راح قالهم لو عايزين المعدات إدفعوا على رقم الحساب ده .. سألوه بتاع مين الحساب ده ؟ .. قالهم ملكومش فيه .. عايزين المعدات إدفعوا مش عايزنها إخلعوا .. المهم قالوا له إنهم مش جاهزين بالمبلغ كله وعايزين يقسطوه .. قالهم براحتكم منين ما تحطوا الفلوس كاملة تعالوا عندي واستلموا المعدات .
المهم طلعوا على بنك مسر وكلموا مدير البنك وظبطوه عشان يعرفوا مين هو صاحب الحساب إللي المفروض يحطوا فيه الفلوس .. تخيلوا طلع مين صاحب الحساب ؟
الحساب طلع بإسم اللواء أركان حرب/ محمد الشحات قائد الجيش التاني !
دفعوا الفلوس وطلعوا ع السكرتير عشان يستلموا المعدات .. السكرتير قالهم روحوا المكان الفلاني على طريق مسر الإسماعيلية هتلاقوا معداتكم هناك .. وبالفعل راحوا هناك ولقوا المعدات .. بس ما لقهوش زي ما هي لقوا الجيش استخدم المعدات دي في رصف وبناء بعض الطرق والمباني الخاصة بالجيش .. ولقوا معادتهم في حالة يرثى لها (تقريباً مدمرة ومستهلكة) .. يعني مش بس حجزوا ع المعدات بتاعتهم .. دول استخدموها في مشاريعهم كمان .
المهم الراجل ده بعد كده كفر بالبلد كلها ولم فلوسه وطلع على أمريكا .. وخلصت القصة .
الحقيقة المؤلمة إللي معظم الناس مش قادر يؤمن بيها حتى الآن وبيرددها وخلاص .. (إن مفيش دولة) .. انت لو أيقنت فعلاً إن مفيش دولة وبتحكمك ميليشيات مسلحة وإعلام مخبراتي مُوجه وشعب جاهل مُغيب بيتسرق من جيبه وجيب أرضه كل يوم ملايين الجنيهات .
يبقى قدامك حل من إتنين ..
يا تعيش في العزبة دي وتحاول تغير الواقع وتبقى عارف إنه مش هيتغير .
يا تحاول تنفد بجلدك وتهاجر تعيش إللي إتبقى لك من عمرك في أي بلد غير العزبة دي !