نافذة مصر - متابعات
خيبة أمل شديدة أصابت ثوار 25 يناير والحركات الثورية المختلفة بعد الحكم الذي أصدرته المحكمة الاقتصادية أمس بإخلاء سبيل أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني المنحل وأحد رموز الفساد الذين كانوا سببا في قيام ثورة يناير .
الغالبية العظمى من الثوار وأعضاء الأحزاب والحركات الثورية رأوا أن إخلاء سبيل عز ومن قبله عدد من رموز نظام مبارك هو ردة على ثورة يناير ورجوع إلى ما قبل الثورة ، ويعني نجاحا كبيرا للثورة المضادة التي يقودها عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري الرئيس الحالي لمصر .
في البداية يقول محمد مصطفى عضو المكتب السياسي لحركة السادس من أبريل أن إخلاء سبيل أحمد عز يأتي إستمرارا للمخطط المرسوم وتنفذه الثورة المضادة بإقتدار بخروج كل نظام مبارك ، مشيرا إلى أن أحمد عز يعد واحد من أهم رموز هذا النظام وخروجه يعد إنتكاسة ثورية لا ريب فيها .
وقال محمد مصطفى أن القضاء المصري يلعب الآن دورا غاية في الخطورة للانقلاب على ثورة يناير ، ويدلل بذلك على الأحكام المسيسة التي يصدرها ، فتراه يبرئ فاسدا ، ويخلي سبيل خائنا ، فيما يصدر أحكاما غير مسبوقة أو معقولة بحبس متظاهر 15 عاما لمجرد أنه يرد التعبير عن رأيه ، ويحاكم طفلة بالحبس 11 عاما لمجرد أنها رفعت بالونة !! ويؤكد مصطفى أن المشهد برمته يثبت المسلسل الخداعي الذي يتعرض له المصريون من قبل الثورة المضادة ، وهو ما يعني أن الدماء التي سالت في الثورة راحت هدرا ، وأن المصابين الذين يعيشون الآن بعاهات أصيبوا بها إبان الثورة لا يوجد من يعترف بهم ولا بحقوقهم .
أما أشرف إبراهيم القيادي بحركة الاشتراكيين الثوريين فيؤكد أن هذا الحكم يعني عودة نظام مبارك بكافة شخوصه ، بل يعني بما لا يدع مجالا للشك أن هناك تحالفا مطلقا بين السيسي ومبارك ، وهو التحالف الذي تكشفه العديد من المواقف ومنها وليس كلها إطلاق سراح مبارك ورجاله .
ويقول أشرف إبراهيم أن هذا الحكم يثبت أن الثورة المصرية تراجعت خطوات كبيرة للخلف ، ويتوقع أن يكون له أثر مهم جدا على زيادة الحراك الثوري في الشارع المصري ، لا سيما وأن كثيرين من المصريين فهموا وأستوعبوا أنهم تعرضوا لخدعة كبيرة بتأييد خطوات السيسي حيث أثبتت الايام والمواقف أن السيسي ليس هو الذي يدير المشهد ، وإنما الذي يديره هو مبارك ولكن من وراء ستار .
نفس الكلام تقريبا يقوله أحمد نجيب عضو اللجنة الوطنية لحماية الحقوق المدنية والمتحدث السابق بإسم مجل أمناء الثورة ، والذي يرى أيضا أن إخلاء سبيل أحمد عز يؤكد نجاح مخطط الثورة المضادة وإكتمال أركانها ، وليس أدل على ذلك – الكلام لأشرف نجيب – من أن يكون الفاسدين الذين قامت عليهم الثورة هم الاحرار فيما يقبع الثوار بالسجون وخلف القضبان الحديدية .
ويتوقع نجيب أن تشهد مصر خلال الفترة القريبة القادمة موجة ثورية جديدة ضد الثورة المضادة وضد السيسي ونظامه والذين ثبت كذبهم وخداعهم للمصريين وأنهم يعملون لصالح مبارك ونظامه الفاسد ولإسرائيل أيضا .

