نافذة مصر - صحافة


فى مثل هذا اليوم من العام الماضى .. حمل الشاب أحمد الكاميرا التى يعشقها متوجها إلى دار الحرس الجمهورى ليتابع الاعتصام الذى تفرع من اعتصام رابعة العدوية . 
التقط صورا لقنص الشباب فى الرأس والصدر ، أفزعته المشاهد المرعبة التى لم يتوقع أن تحدث من مصرى ضد مصرى ، ولم يتوقع أن يكون اسمه ضمن هؤلاء الشهداء الذين ارتقوا إلى ربهم فى تلك اللحظات ، كما لم يتوقع أن ينضم اسمه إلى قائمة الشهداء .
كان يحلم دائما أن يكون مصورا مشهورا يسمع عنه العالم ، إلا أنه لم يكن يدرى أن شهرته ستكون بهذه السرعة وعبر هذه الطريقة ... تمكن من أن يدخل التاريخ عبر الصور التى التقطها لقاتله القناص القاتل ، كما دخله بابتسامته العذبة التى انتشرت فى العالم ليواجه بها الحقد الذى سيطر على قاتله حين ضغط على الزناد ليزهق روح الشاب الرقيق الذى كان ريحانة أسرته وزملائه فى " الحرية والعدالة" . 
أحمد عاصم السنوسي .. مصور شاب عشق مهنته إلى الدرجة التى مات وهى فى حضنه ، ولم يتخل عنها إلا بعد أن شجت رصاصات القاتل رأسه ، أحب مهنته والناس ، فكان جزاؤه حب الناس ، وشهادة خلال تأدية مهنته التى هى هوايته فى نفس الوقت . كان يحب ذاته ويعتز بها ، ويثق في قدراته ، عاشق للمغامرة 
؛ خاض العديد من المغامرات في ميادين الثورة ليلتقط صورا حية للحلم المصري في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية  وتنقل بين مكاتب رجال الدولة وكبار مسئوليها يلتقط الحقيقة لينقلها للمواطن لم يكتف بذلك بل خاض جولات في شوارع مصر وحواريها ملتقطا صور الفساد والإهمال والتطور والسعادة والشقاء ... 
قصة أحمد لا تتوقف عند تلك اللحظات  لكنها امتدت في عام الحزن الذي فقد فيه الصحفيون 10 من الزملاء بدم بارد ودون حساب ولا حتى تحقيق وسط صمت نقابي مطبق يؤكد أن الانقلاب أمم بلاط صاحبة الجلالة لصالحه  غير أن العشرات من زملاء أحمد من القابضين علي جمر الحقيقة علي استعداد لدفع ارواحهم ثمنا للثار لأحمد عاصم وعبد الجواد  وهبه  وميادة وغيرهم فضلا عن حرية 50 من زملائهم خلف القضبان  ليؤكدوا أن الحقيقة ليست جريمة وأنها شرف ثمنه الحياة.