تقرير - محمد حمدي:
اتخذت جماعة الاخوان المسلمين منذ نشأتها منهجا لإصلاح المجتمع يقوم على محاربة الرذائل ونشر مكارم الاخلاق بين المصريين، وكان من أول الحروب التي خاضتها في ذلك المجال هي محاربة الفحشاء وممارسة الرذيلة، وفي العام 1942 أثمرت جهود الإخوان بقيادة مؤسسها الإمام حسن البنا عن إصدار حكومة النحاس باشا قراراً بإلغاء البغاء رسميا في مصر وأغلاق بيوت الدعارة المرخصة آنذاك.
وقضي بذلك الإخوان رسميا على مهنة "العرص" وهو الشرطي المكلف بمتابعة دور البغاء والتأكد من خلو الداعرات من الأمراض وحصولهن على تراخيص مزاولة المهنة في تلك الأيام الغابرة.
وبعد أقل من 24 ساعة على تولي قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي الشهير بـ"العرص" للسطلة في مصر، انطلقت الدعوات من جديد من خلال عبيد "العرص" لعودته ثانية بشكل رسمي، أي للسماح من جديد بممارسة الفحشاء والدعارة في مصر بشكل مقنن.
فقد طالب عمرو سلامة مخرج سينمائى مؤيد للانقلاب بإطلاق الحريات الجنسية وتقنين الدعارة وكتب فى تدوينة له على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" يقول: "اللي بيحبوا بعض وعايزين علاقة جنسية يكون لهم الحق في ممارستها .. والدعارة تكون مقننة ضمن ضوابط قانونية"، وأضاف بكل وقاحة "وعلشان أول سؤال هاييجي في دماغكم "تحب أختك تعمل كده؟" أسألك انت "تعمله بإرادتها ولا تحب يتعمل فيها غصب؟".
وسبقه إلى ذلك، مطالبة المفكر القبطي المؤيد للانقلاب كمال غبريال بتقنين الدعارة تحت إشراف الحكومة خاصة الشرطة ووزارة الصحة، بحجة القضاء على ظاهرة الاغتصاب والتحرش المتزايدة في الشوارع ووسائل المواصلات، مشبها دور البغاء بالمراحيض العامة التي تقوم الدولة ببنائها والاشراف عليها.
وقد انتشرت حالات التحرش الجماعي بصورة كبيرة في مصر خلال العامين الماضيين في كل المشاهد التي ظهر فيها أنصار الانقلاب العسكري ومؤيديه سواء بميدان التحرير أو خارجه.
وعمت حالة من الهوس الجنسي مؤيدي "السيسي" بطول البلاد وعرضها بدأت بأن تهب إحداهن نفسها للسيسي على صفحات الجرائد، وقول أخرى في مقال لها "اغمز واحنا تحت أمرك"، انتهاءاً برقص النساء أمام لجان الاقتراع وسط تصفيق أزواجهن بدياثة لم تعهد على الشعب المصري، وتجريد خمس فتيات من ملابسهن بالكامل واغتصابهن جماعيا خلال احتفالات تنصيب السفاح بميدان التحرير.
كان السيسي الذي لقب سابقا "بالممثل العاطفي" دائما ما يوجه كلماته إلى النساء بشكل فج، حتى صوره الاعلام بأنه الفتى الوسيم معشوق نساء الانقلابيين، اللائي يحبلن بنجمه كما قال أحدهم، رغم سنه الذي شارف على الستين، كما ظهر في احدى التسريبات وهو يصف المتحدث الرسمي باسمه بأنه "جاذب للنساء".
فهل كانت حرب السيسي على الإخوان في أصلها حربا على نشر الفضيلة والإصلاح التي يقوم عليها منهج الجماعة، وإيذانا بعودة عصر الفحشاء إلى هذا البلد؟؟
وهل يعلن "عرص مصر" بعد جلوسه على "عرش مصر" انتصاره على أخلاق وقيم ودين هذا المجتمع، بعودة مهنة "العرص" إلى الحياة بالتصريح رسميا بالبغاء والدعارة في مصر؟؟