إن ما حدث ويحدث في غزة الحبيبة من تعَدٍّ صارخ على الأرواح والممتلكات وانتهاك للقانون الدولي ليعبر عن أكذوبة السلام الصهيوني المزعوم. فما زال الكيان الصهيوني يضرب عرض الحائط بجميع القرارات والمواثيق والأعراف الدولية وينتهك الحرمات ويقتل الأبرياء ويهدر دماءهم وينتهك أعراضهم متبعاً السياسة التي يجيدها ولا يجيد غيرها والتي يحاول أن يظهر نفسه بخلافها. {واللَّهُ يَعْلَمُ إنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}.
إن قتل العشرات من إخواننا الفلسطينين الأبرياء لهو حلقة في سلسلة القمع والتهويد التي يسعى الكيان لفرضها على أرض الواقع وهو ما لن يتحقق أبداً بإذن الله تعالى. فإذا كان قادة الكيان الصهيوني يظنون أن العرب والمسلمين مشغولون بهمومهم الداخلية وقضاياهم الخلافية عن قضيتهم المحورية والأساسية وهي قضية فلسطين فهم واهمون.
ففلسطين تجري منا مجرى الدم في العروق، ونفتديها بكل نفيس ولا نقبل أبداً بالتعدي على شعبها الكريم ولا أرضها المباركة.
إن على القادة والحكام العرب والمسلمين وكافة المؤسسات الدبلوماسية الرسمية أن يقوموا بدورهم الواجب عليهم، وأن ينصروا قضية أمتهم ويمارسوا كل الضغوط لوقف نزيف الدم الفلسطيني، ووضع حدٍّ للصلف الصهيوني. كما أن على جميع القوى السياسية الوطنية بحث كافة السبل والإجراءات الكفيلة بدعم أشقائنا الفلسطينيين وتفعيل الوسائل المتفق عليها من قبل؛ من مقاطعة اقتصادية ورفض شعبي وتوعية جماهيرية بحقيقة القضية الفلسطينية ودعم لخيار المقاومة وحق العودة. وعلى كافة المؤسسات الدولية القيام بدورها المنوط بها لحماية الفلسطينين الأبرياء.
إننا واثقون أن جميع القوى الحية في الأمتين العربية والإسلامية لن تتخلى عن دعم إخواننا الفلسطينين، والدفاع عن جميع حقوقهم المشروعة ما دامت تدبّ فينا الروح.
ونهيب بالأمة جميعاً أن تشارك الإخوان المسلمين إعلان غضبتها على اعتداءات الكيان الصهيوني ودعمها للمقاومة الفلسطينينة في وقفات احتجاجية عقب صلاة الجمعة القادمة 2 محرم 1434هـ، الموافق 16 نوفمبر 2012.
(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
الإخوان المسلمون
القاهرة في : 28 من ذي الحجة 1433هـ الموافق 13 نوفمبر 2012م