أشادت قوى سياسية رئيسية في السودان وفلسطين والأردن، الأربعاء، بدفاع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن الإسلام، وأعربت عن دعمها لدعوته إلى حوار بين المسلمين للخروج من "واقعهم المحزن".
ففي السودان، قال رئيس هيئة العلماء، البرفيسور محمد عثمان صالح، للأناضول: "الجميع يفتخرون بمواقف الدولة التركية والرئيس أردوغان وهو يدافع عن الإسلام والأمة الإسلامية، ومواجهة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي يشجع على الإساءة للرسول صلى عليه وسلم، بالرسومات الباطلة".
فيما قال القيادي بحزب المؤتمر الشعبي، أبو بكر عبد الرازق، للأناضول، إن "النجاحات المتتالية للحكومة التركية وللرئيس أردوغان، والسياسات التركية التي ظلت تحدث التوازن العسكري والسياسي والأمني، كل ذلك يؤكد أن المارد التركي نهض ووصل إلى الحد الذي يعبر عن أفكاره وسياساته الخارجية بشكل جلي وواضح".
وأضاف: "أردوغان هو حركة إسلامية ترنو نحو سيادة الإسلام لتركيا وللعالم وانتشاره فيها، ولذلك ليس غريبا أن يزأر لدينه ليصبح رمزا إسلاميا يقارع الكبار".
واستطرد: "رد الرئيس أردوغان على ماكرون هو رد مفرح لكل المسلمين ومحفز لهم للنهوض من جديد، وأن يعبروا عن وجودهم في المسرح العالمي بقوة.. أردوغان أصبح رمزا لكل المسلمين والمستضعفين في الأرض".
متفقا مع عبد الرازق، قال رئيس تحرير صحيفة "مصادر" السودانية (مستقلة)، عبد الماجد عبد الحميد: "لم يبق للأمة الإسلامية، بل لكل المستضعفين في العالم، صوت يقف بقوة في وجه المتسلطين والمتجبرين والمتدثرين بلباس الحرية والديمقراطية، غير أردوغان".
وتابع عبد الحميد للأناضول: "هو (الرئيس أردوغان) وحده من تصدى لماكرون ولكل الصلف الذي يتجاوز حدود المعقول بالاختلاف السياسي والعقدي وإهانة المسلمين".
وأردف: "يكفيه أنه يقاتل في أكثر من جبهة سياسية وعسكرية، ولا يملك حتى الذين يختلفون معه إلا أن يحترموه".
** أقصر الطرق
وفي فلسطين، قال المتحدث باسم حركة "فتح" بالضفة الغربية المحتلة، حسن حمايل، للأناضول، إن "للحوار أهمية كبيرة للخروج من الواقع الإسلامي المرير، وهو أقصر طريق للخروج من أي أزمة".
وشدد على أهمية دعوة أردوغان، وما جاء في حديثه الثلاثاء حول الأزمات التي تواجه الأمة الإسلامية، كالإرهاب والجوع.
وأضاف: "ما جاء في التصريحات ينطبق على ما يعانيه الشعب الفلسطيني من إرهاب دولة الاحتلال (إسرائيل) التي تقتل الفلسطيني وتسرق أرضه وموارده".
وشدد على أن فلسطين دائما مع الحوار بين الشعوب لتحقيق سلامة البشرية جمعاء.
وزاد حمايل: "ديننا الإسلامي ينبذ الإرهاب، ومن هذا المنطلق تؤكد فلسطين على دعمها لأي جهود تحارب الإرهاب".
** موقف مشرف
وفي الأردن، قال معاذ الخوالدة، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، إن "الشعوب الإسلامية والعربية تدعم كل موقف مشرف في الدفاع عن الإسلام وهويته".
وأضاف: "الشعوب تقدر عاليا الموقف السياسي للرئيس أردوغان لمواجهة الحملات العدائية ضد الأمة الإسلامية".
وذكر الخوالدة أن "الأمة الإسلامية طيلة عهدها كانت تتعرض لهجمات وصلت إلى الاستعمار، لكن كل محاولات الحد من انتشار هذه الأمة، باءت بالفشل".
وأعرب عن أسفه لعدم وجود قيادات عربية رسمية تواجه الهجمات التي تسعى لتشويه صورة الإسلام والأمة الإسلامية.
ووصف مراد العضايلة، أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، الدور التركي ومواقف الرئيس أردوغان في الدفاع عن الإسلام بـ"المهم".
ورأى أن مواقف وسلوكيات بعض الزعماء العرب والمسلمين "باتت تعطي الدافع للهجوم على الإسلام".
وتابع: "الإسلام دين حي وحجم الملتزمين به يقدر بمئات الملايين وهذه الهجمة عليه ومحاولة وقف عجلته وسرعة انتشاره، تأتي نتيجة قوة الدين وأتباعه".
** تبادل للأفكار
ووجه الرئيس أردوغان، الثلاثاء، رسالة مرئية، خلال اجتماع تشاوري افتراضي نظمته رئاسة الشؤون الدينية بتركيا لكبار المفتين المعنيين بالشؤون الدينية في البلدان الأعضاء والمراقبة بمنظمة التعاون الإسلامي.
وقال أردوغان في رسالته: "ينبغي لنا كمسلمين أن نصغي إلى بعضنا أكثر، وأن نتبادل الأفكار في هذه الفترة المؤلمة والمليئة بالتحديات".
وشدد على أن "التعصب القومي والمذهبي والإرهاب (هي) فتن تنخر العالم الإسلامي من الداخل".
وتابع: "الواقع المحزن للمسلمين يشجع الإمبرياليين وأعداء الإسلام على محاولة النيل منهم".
وأضاف أن المسلمين واجهوا العديد من المشاكل المعقدة، مثل الإرهاب والجوع والجهل وعدم المساواة في الدخل، والصراعات الداخلية والتفرقة.
وأوضح أن "المنزعجين من صعود الإسلام، يهاجمون ديننا عبر الاستشهاد بالأزمات التي كانوا هم سببا في ظهورها".