أثار محمد أبو تريكة، نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق، موجة واسعة من الجدل داخل الأوساط الرياضية الإفريقية، عقب انتقاده العلني والحاد للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، على خلفية حزمة القرارات التنظيمية الجديدة التي أعلنها الاتحاد مؤخرًا بشأن مسابقات المنتخبات الوطنية، وفي مقدمتها بطولة كأس الأمم الإفريقية، والتي اعتبرها أبو تريكة مساسًا مباشرًا بمكانة الكرة الإفريقية واستقلاليتها.
وجاءت تصريحات أبو تريكة عبر منشور نشره على حسابه الرسمي الموثق بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، حيث عبّر عن رفضه الشديد للاتجاه الجديد الذي يسلكه الاتحاد الإفريقي، معتبرًا أن «كاف» بات يعمل وفق أجندة تخدم مصالح الكرة الأوروبية على حساب القارة السمراء، مؤكدًا أن هذه السياسات تعكس غياب الوعي الحقيقي بقيمة الكرة الإفريقية وتاريخها، قبل أن يختتم رسالته بجملة لافتة أثارت تفاعلًا واسعًا: «فاقد الشيء لا يعطيه».
قرارات «كاف» تشعل الجدل
تصريحات النجم السابق جاءت عقب مؤتمر صحفي عقده الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، في المغرب، كشف خلاله عن مجموعة من القرارات الجوهرية المتعلقة بالأجندة القارية وتنظيم البطولات، والتي وصفها مسؤولو الاتحاد بأنها تهدف إلى تطوير كرة القدم الإفريقية ومواكبة المتغيرات الدولية.
وأبرز هذه القرارات كان اعتماد نظام جديد لإقامة بطولة كأس الأمم الإفريقية كل أربع سنوات بدلًا من النظام السابق الذي كان يعتمد إقامتها كل عامين.
دوري الأمم الإفريقية.. بطولة جديدة
كما أعلن الاتحاد الإفريقي خلال المؤتمر ذاته عن إطلاق بطولة جديدة للمنتخبات تحت مسمى «دوري الأمم الإفريقية»، من المقرر إقامتها بشكل سنوي، في خطوة قال الاتحاد إنها تستهدف رفع مستوى التنافس بين المنتخبات الوطنية، وتوفير عدد أكبر من المباريات الرسمية، بما يسهم في تطوير الأداء الفني للفرق الإفريقية على المدى الطويل.
إلغاء «الشأن» يفتح باب الانتقادات
وفي سياق القرارات المثيرة للجدل، كشف «كاف» رسميًا عن إلغاء بطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين «الشأن»، وهي البطولة التي كانت مخصصة للاعبين المحترفين داخل الدوريات المحلية بالقارة، ما أثار ردود فعل متباينة بين اتحادات وطنية وخبراء في شؤون الكرة الإفريقية، حيث اعتبر البعض أن القرار يضرب فرص اللاعبين المحليين في الظهور القاري والدولي، ويقلل من دعم البطولات المحلية.
مبررات الاتحاد الإفريقي
من جانبه، أوضح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في تصريحاته الرسمية أن هذه التعديلات تأتي في إطار إعادة تنظيم الروزنامة الدولية، وتقليل الضغط البدني والذهني على اللاعبين، وتحقيق قدر أكبر من الانسجام مع أجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، إضافة إلى الحد من تعارض البطولات الإفريقية مع الدوريات الأوروبية، التي تضم عددًا كبيرًا من نجوم القارة.
توقيت حساس قبل «أمم إفريقيا 2025»
وتزامنت هذه القرارات مع استعداد القارة السمراء لانطلاق منافسات بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025، والمقرر إقامتها خلال الفترة من 21 ديسمبر الجاري وحتى 18 يناير المقبل، وفق الجدول الرسمي المعتمد من «كاف»، ما زاد من حدة النقاش حول جدوى هذه التغييرات وتأثيرها على البطولة الأهم في تاريخ الكرة الإفريقية.
أبو تريكة: اعتراض واضح ورسالة قوية
وفي هذا السياق، شن محمد أبو تريكة هجومًا لاذعًا على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، مؤكدًا أن تعديل نظام إقامة كأس الأمم الإفريقية ليصبح كل أربع سنوات بدلًا من كل عامين يمثل ابتعادًا عن خصوصية الكرة الإفريقية، ويخدم بالأساس مصالح الكرة الأوروبية.
وعبّر أبو تريكة عبر حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي عن اعتراضه الشديد على القرار، قائلاً: «الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في خدمة الكرة الأوروبية… وهذا يحدث حينما لا تدرك قيمتك ومكانتك الحقيقية، فاقد الشيء لا يعطيه».

