عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعاً وديّاً وحميماً مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البيت الأبيض، مليئاً بالمصافحات واللمسات الودية، مع تجاهل الأسئلة المتعلقة بسجل السعودية في حقوق الإنسان، والثناء على قيادة ولي العهد، وإعلان استثمارات سعودية جديدة في الولايات المتحدة بمئات المليارات من الدولارات.
وأكدت صحيفة العربي الجديد أن البيت الأبيض أعد استقبالاً رسميّاً فاخرًا لولي العهد، شمل استعراضاً للطائرات المقاتلة، وحرس شرف على الخيول، وعشاء رسمياً في الغرفة الشرقية.
التعاون العسكري وبيع الطائرات المتقدمة
أعلن ترامب بيع طائرات F-35 للسعودية، مؤكداً معالجة مخاوف إسرائيل بشأن الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي في المنطقة. وواجه بعض المسؤولين في البنتاغون مخاوف من تسرب التقنية المتقدمة إلى الصين، التي لها علاقات وثيقة بالسعودية. وقال ترامب: “أرى أنه يجب أن تحصل كل من السعودية وإسرائيل على الأفضل.” وأكد ولي العهد رغبة بلاده في الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام بعد ضمان مسار واضح لإقامة الدولة الفلسطينية، مشيراً إلى العمل على التحضير للوضع بأسرع وقت ممكن.
كما أوضح ترامب أن الولايات المتحدة والسعودية ستكملان اتفاقاً أوسع في القضايا العسكرية والأمنية، وأن واشنطن ستتقدم في صفقة نووية مدنية مع الرياض، وهو ما أثار قلق إسرائيل أيضاً.
قضية خاشقجي وتجاوزها في اللقاء
هذا الاجتماع هو أول زيارة لولي العهد للبيت الأبيض منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018 داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث أشارت الاستخبارات الأمريكية إلى أن ولي العهد ربما وافق على تنفيذ عملية القتل. واجه الأمير محمد أسئلة من الصحفيين حول القتل ودور السعوديين في هجمات 11 سبتمبر، لكن ترامب هاجم أحد الصحفيين لتكرار السؤال، واصفاً خاشقجي بـ”الشخصية المثيرة للجدل”، مضيفاً أن ولي العهد “لم يعرف شيئاً عن ذلك.”
ورد الأمير محمد مؤكداً أن حكومته اتخذت الإجراءات اللازمة، وقال: “كان هذا مؤلماً بالنسبة لنا، وأجرينا كل التحقيقات الصحيحة وحسّنّا نظامنا للتأكد من عدم تكرار مثل هذه الأمور، وكان خطأً كبيراً.” كما أشاد ترامب بالتقدم السعودي في مجال حقوق الإنسان، من دون تفاصيل دقيقة، وربما في إشارة إلى الإصلاحات المتعلقة بحقوق المرأة، وقال: “ما قام به مذهل في مجال حقوق الإنسان وكل شيء آخر.
مراسم فاخرة وصفقات اقتصادية واسعة
استقبل ترامب ولي العهد على العشب الجنوبي للبيت الأبيض بالمصافحة وذراعه حول كتف الأمير، مدح الأمير في بداية الاجتماع واصفاً إياه بصديق منذ فترة طويلة، وانتقد سلفه جو بايدن على تحيته السابقة للأمير بمصافحة بقبضة اليد.
أعلن الأمير محمد زيادة الالتزامات المالية للسعودية تجاه الولايات المتحدة من 600 مليار دولار إلى 1 تريليون دولار، تشمل استثمارات في شركات أمريكية متنوعة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وشراء محركات طائرات ومعدات أخرى. وشهد اللقاء توقيع عدد من الصفقات الاقتصادية الضخمة رغم غموض تفاصيلها، مع التركيز على استمرار التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
يشير هذا الاجتماع إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين واشنطن والرياض على الصعيدين العسكري والاقتصادي، مع تجاوز الخلافات السابقة حول قضايا حقوق الإنسان، ويبرز النفوذ المتزايد للسعودية في المنطقة والولايات المتحدة، سواء عبر الصفقات التجارية أو التعاون الأمني والعسكري، في وقت يراقب فيه المجتمع الدولي هذا التقارب عن كثب.
https://www.newarab.com/news/takeaways-trump-mbs-meeting-deals-and-bromance

